الثورة – رفاه الدروبي:
تفرَّد الفنان التشكيلي العالمي سبهان أدم بأسلوبه الخاص الغرائبي وحسِّه الإنساني بالآخر. جسَّده في لوحاته السبع بحجمها الكبير، مُتابعاً منهجاً ما بعد الحداثة ينقد المفاهيم والأفكار المشوّهة لسلوك البشر، وما أصابها من زيف أخلاقي ضمَّها معرض عنوانه متلازمة بارزول المزمنة “نتف الشعر” عبَّر في أعماله عن مكنوناته النفسية احتضنتها صالة جوليا دومنة بدمشق.
تميَّز فن آدم بأنَّه عمل نخبوي تتذوَّقه شريحة النخبة. يشعر الإنسان الفطري به كعمل فني لا يتكرَّر، واستطاع أن يكون رائداً في مجاله لا يداني إبداعاته أحد بالنشأة أو القيمة الإبداعية أو حتى بالكمية. وتحمل أعماله الصدق بعيداً عن التزييف والادعاء، واستطاع اختصار تجربته في كلمات أو جمل مهما بلغت الحقيقة بألوان صارخة، مستخدماً الأحمر والأزرق والأصفر وكثيراً من الأسود مقترباً رسمه من المدرسة الوحشيَّة والتعبيريَّة.
مديرة صالة جوليا دومنة حنان إبراهيم أشارت بأنَّ عنوان المعرض “الشعر الطويل” قصد منه متلازمة “نتف الشعر” عند الإنسان، وترك الفنان آدم أثراً في الفن التشكيلي بأسلوبه المتفرِّد المتمرِّد وألوان كائناته الصارخة، ويجعلنا نحبُّ الشخص مع أنَّه من عالم غير لطيف لكّنه محبب.
ولفت الفنان التشكيلي أسامة دياب بأنَّ الألوان ذات عالم خاص بفنان اتبع المدرسة الوحشيَّة، ولها سيكولوجية خاصة به تُعبِّر عن مكنوناته الداخلية لايعلمها إلا سبهان الطفل الصغير جداً يخاف كوابيس الليل وكأنَّه المتلقِّي أمام شخوص غرائبيَّة وحشيَّة مفعمة بالخوف، واعتبرها لعبة فنان ترك مساحة في اللوحة دون أيَّة دلالة لها إلا وجود شخص وسط اللوحة وكل سطوح لوحته دون دلالة،
مُنوِّهاً بأنَّها حالة تعبيرية مذهلة ينفرد بها كثير من الناس، ويكرِّر الشخص بإصرار وإلحاح وكأنَّه يرغب بقول شيء ما.
كما أضاف الفنان دياب بأنَّ آدم فنان متمرِّس له شخوصه وعالمه الخاص به لكن قليلا مانرى لدى الفنانين التشكيليين من ينتمون إلى مدارس خاصة، مُنوِّهاً بأنَّ المعرض ضمَّ مجموعة أعمال جميلة ويشعرك بأنَّه طفل صغير يلعب بالألوان مع وجود حفنة مذهلة ربما يريد إيصال فكرة عبثية تحمل مجموعة من التساؤلات دون وجود جغرافية معينة.
المتابعون للحركة التشكيلية رأوا بأنَّ اللوحات حارَّة وذات دسامة لونيَّة، كما احتوت تقنيات مختلفة منها رش الألوان، واستخدام المواد البرَّاقة الجميلة المغنية لمفاهيم الفنان وإبداعه.