الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
يبقى نجاح العمل، وخاصة الطبي منه، مرهوناً بالعلم والخبرة والفن والعزيمة والإصرار لتقديم الأفضل بإنسانية وجودة وكفاءة عالية وهذا ما يميز كوادر الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” لتحقيق خدمة طبية مميزة للمرضى المراجعين، كما أكد لـ “الثورة” مدير عام الهيئة الدكتور أحمد عباس.
ولفت إلى أنه من خلال عمل جراحي لحالة نادرة للغاية، أقل من واحدة من مليون ولادة حيّة، والأولى في سورية والشرق الأوسط كما نُشرت في مجلة عالمية (international journal of surgery) تابعة لدار النشر العالمي ELSEVIER، استطاع فريق طبي في شعبة الجراحة العظمية بمستشفى دمشق بتميز وفن وحرفية قلّ نظيرها من تمكين الطفل محمد ١٢ سنة على المشي بشكل مستقل باستخدام طرفين اصطناعيين فوق الركبة بعد نصف عام من العمل الجراحي والترميم والمتابعة والذي كان يعاني من متلازمة “GOLLOP WOLFGANG”
وأوضح الدكتور عباس أنه بعد متابعة الطفل محمد.ف “12 عاماً”، ، ولأكثر من عام ونصف عانى من تشوه خلقي بالطرفيين السفليين منذ الولادة، تبين غياب الظنبوب في الطرفيين، وفخذ مفلوع بالطرف الأيسرbifid femur” مع غياب داغصة في الطرف الأيسر، ورَوَح شديد بالركبتين، إضافة إلى اختصار العناصر تحت الركبة بالطرفيين غير وظيفية وغير قادرة على حمل الوزن وكان المريض على مدار السنوات السابقة قبل العمل الجراحي يمشي ويستند على الركبتين.
وبين أنه عند اجتماع هذه المكونات تسمى متلازمة OLLOP WOLFGANG” التكنيك الموصى به عالمياً هو بتر عبر الركبة بالطرفيين خلال السنوات الأولى (لكن بسبب الظروف الخاصة بالمريض تأخرت مراجعته).
وسلط الضوء أنه بجهود فريق العمل الجراحي الدكتور أحمد عليوي اختصاصي (سنة امتياز) المقيم الأول في شعبة الجراحة العظمية سابقاً، والدكتور محمد الأكتع اختصاصي جراحة عظمية ومشرف على الحالة، والدكتور بشار مير علي اختصاصي جراحة عظمية رئيس شعبة الجراحة العظمية سابقاً، أجري العمل الجراحي في المستشفى منذ سنة ونصف مضت حيث تمّ بتر عبر الركبة للطرفيين، واستئصال اللقمة الأنسية للفخذ الأيسر والمحافظة على اللقمة الوحشية بعد تصحيح المحور الميكانيكي وتثبيت مكان الخزع بصفيحة.
وأضاف أنه بمتابعة المريض لـ 3 أشهر وتماثل العظم والجروح للشفاء، تم تدريب العضلات وتقويتها ثم إرساله إلى مركز الأطراف الصناعية التابعة للهلال الأحمر، بدورهم قاموا بتركيب أطراف تجريبية وتدريبه على المشي فترة 6 أشهر بعد ذلك تمّ تركيب الأطراف الأساسية. ليكون الطفل محمد قادراً على المشي بشكل مستقل ويتابع حياته الطبيعية مع أقرانه.