الثورة – ترجمة محمود اللحام:
في 14 أيار الجاري، وبعد ثلاثة أشهر من وقوع الزلازل المدمرة في جنوب البلاد، تتوجه تركيا إلى صناديق الاقتراع، حيث تشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية وسط أحداث وتطورات جديدة تشهدها تركيا.
وفي ظل اقتصاد يمر بمأزق خطير، هل يمكن لمعارضة متباينة ولكن موحدة أن تطيح بأردوغان؟، حيث يواجه الأخير أكبر تحد انتخابي حتى الآن من قبل المعارضة العلمانية.
بعد 20 عاماً من حكومة حزب العدالة والتنمية، بدت المعارضة التركية قريبة جداً من هزيمة رجب طيب أردوغان، هذه المرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار الجاري.
ويبدو أن أردوغان وفق ما تشير إليه استطلاعات الرأي الآن إلى أنه قريب من منافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني (CHP)، أقدم حزب سياسي في تركيا، والذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.
يعود جزء كبير من خسارة أردوغان للدعم إلى الوضع الاقتصادي المتدهور منذ عام 2021، تليها تداعيات الزلازل الكارثية التي وقعت في 6 شباط الماضي، والتي أودت بحياة 44000 شخص على الأقل في تركيا وحدها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سياسة الزبائنية الحكومية القائمة على الربح وسوء إدارة الطوارئ التي انتهجتها حكومة أردوغان في التعامل مع كارثة الزلزال.
كيليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عامًا من عائلة متواضعة في إقليم تونغلي الشرقي، وهو اقتصادي ماهر وموظف حكومي سابق (مسؤول عن الضمان الاجتماعي)، وتتشابه صورته الشخصية مع العديد من موظفي الخدمة المدنية على اليسار، القوميين والعلمانيين، الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للدولة التركية، حتى تم التخلص منهم تدريجياً من قبل حزب العدالة والتنمية (AKP)، في الحكومة منذ عام 2002.
المصدر – لوموند ديبلوماتيك