ترجمة رباعيات الخيام في قراءات نقدية

يمن سليمان عباس:

ربما لم ينل كتاب شعري الشهرة التي نالها ديوان الخيام المسمى رباعيات..
فقد بدأت الشهرة منذ القرن التاسع عشر حين ترجم إلى اللغة الانكليزية..
ومن ثم بدأت الترجمات الأخرى ولا سيما إلى اللغة العربية التي قدم مترجموها ولا سيما الشعراء منهم ترجمات في غاية الجمال.
و لا سيما أن ترجمة الشعر تكاد تكون إعادة صياغة من جديد.
هذه الترجمات كانت موضوع الكتاب المهم الذي صدر عن دار التكوين بدمشق وحمل عنوان: الترجمات النقدية لرباعيات الخيام نايف يوسف بكار.. وهي الطبعة الثانية من الكتاب مزيدة ومعدّلة ومنقّحة؛ فهي تدرس سبعاً وتسعين (97) ترجمة ومنظومة للرباعيّات شعراً ونثراً وأدباً شعبيّاً، بعد أن كانت أربعاً وخمسين (54) في الطبعة الأولى. والزيادات: ست عشرة (16) في الترجمات والمنظومات الشعريّة، وأربع وعشرون (24) في الترجمات النثريّة، وثلاث (3) في الترجمات والمنظومات الشعبية. وقد كان لترجمات الطبعة الأولى ومنظوماتها في الأقسام الثلاثة حظّ وافٍ من الزيادة والتعديل والتنقيح في الدراسة ومسائل شتّى.
ويضم الكتاب في قسمه الأول ثلاثة (3) مداخل جديدة لمصطلحات وقوالب شعريّة موسيقيّة جديدة ذات صلة بالترجمة وقوالبها المتعدّدة. وقد طال التعديل والتنقيح والزيادة المداخل الخمسة السابقة ولا سيّما المدخل الأول عن عمر الخيّام والرباعيّات.
فأمّا الركائز المنهجيّة الرئيسية في الدراسة النقديّة فظلّت كما كانت في الطبعة الأولى.
أما الرباعيات
فهي نوع من الشعر مشهور في الشعر الفارسي وقد عرف به عمر الخيّام، وهو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام (1048 – 1131 م) وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلَك والرياضيات. ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي/ 568 هـ ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية الشطرين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الشطور الأربعة في القافية.
وحسب الدراسات
كلمة رباعيات تشير، عامة، إلى أي مجموعة من مثل تلك المقطوعات. وتتألف رباعيات عمر الخيام من رباعيات يُفْتَرض أنه ناظمُها، وبمرور السنين، نُسبت إليه أكثر من 2,000 رباعية. في حين أن من المعروف على وجه اليقين أنه نظم أقل من 200 من هذه الرباعيات.

وبعض الدارسين
ينظرون إلى الخيام الخبراء بحياته وتأليفاته، إلى الأشعار المنسوبة له من زاويتين: الأولى: وهي نظرة من خارج رباعياته تعتمد المستندات والمخطوطات.. والثانية: نظرة من داخل رباعياته تستند إلى فكره وفلسفته وأسلوبه في الحياة.

تتوزع الرباعيات المنسوبة للخيام إلى ثلاثة أنواع على الأقل. يحذف النقاد اليوم قسمين أو نوعين منها ويستثني قسماً على النحو التالي: أولاً:
مكانته
كان للخيام منزلة اجتماعية وثقافية مرموقة في عصره. فالشاعر الذي يعيش حياة مرفهة بعيدة عن الفاقة، لا يمكن أن يعاني في أشعاره من الفقر والحرمان المادي وأن يذم، أو يلعن القدر الذي أذله بالجوع والعوز والثياب الرثة. وكدليل إضافي إلى ما ذكرناه عن الحالة الاجتماعية للخيام يكتب الخاقاني وهو من كبار شعراء القرن السادس في منشآته عن لسان الخيام أنه كان يتقاضى سنوياً من الديوان العالي مبلغاً قدره عشرة آلاف دينار. وطبعاً يعتبر هذا المبلغ خيالياً لذلك العصر والزمان.

أما (موضوع الرباعيات التي تنسب للخيام وفيها الشكوى والتألم من الفقر والمعاناة من الحرمان هي ليست له قطعاً. ويبقى أن نضيف هنا أن القناعة التي تظهر في بعض رباعياته الصحيحة هي موضوع آخر، لا علاقة له بالفقر.)

ترجمة أحمد رامي..
ولعل من أشهر ترجمات الرباعيات إلى العربية ترجمة الشاعر الراحل أحمد رامي من اللغة الفارسية وصدرت الطبعة الأولى لترجمته عام 1924 فى القاهرة، وعن ذلك قال وحيد رامي، ابن الشاعر أحمد رامي، في مقدمة الطبعة الخامسة والعشرين من ترجمة رباعيات الخيام:
“ظلت رباعيات الخيَّام غائبة فى بطون الكتب، ضائعة فى حنايا المكتبات، حتى ترجمها إلى الإنجليزية الشاعر فتزجرالد عام 1859، ثم تتالت بعدها الترجمات إلى لغات أجنبية، وقد صدرت باللغة العربية، مترجمة عن الإنجليزية، وشعر أحمد رامي أن الترجمة من لغةٍ إلى لغة قد تؤدى إلى فقدان بعض من الإحساس والمعاني، ولهذا قرر أن يدرس الفارسية، ليحس بروح الخيام فى رباعياته.
وقد غنت أم كلثوم رباعيات الخيام من كلمات عمر الخيام التى ترجمها أحمد رامي، عام 1950، ولحنها رياض السنباطي، على مقام الراست الموسيقي.
وتبدأ الرباعيات بمطلع هو:
سمعتُ صوتاً هاتفاً فى السحر
نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املؤوا كأس المنى
قبل أن تملأ كأسَ العمر كفُّ الَقَدر).

آخر الأخبار
"العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي