الثورة – عبير علي:
“الفن ليس مجرد ألوان على قماش، بل شعور وعواطف تتواصل عبر الزمن، ووسيلة شخصية خلاقة يحاول الفنان من خلالها تقديم جمال يعكس روح المجتمع والإنسان”.. بهذه الكلمات المعبرة، بدأ الفنان التشكيلي علي الطنجي حديثه لـ”الثورة”، كاشفاً عن رؤيته لدور الفن وأهميته في مواجهة التحديات، إذ يعتبر أن الفن هو أكثر من مجرد هوية بصرية، إنه رسالة قوية تحمل في طياتها نضال الإنسانية وتطلعاتها للحرية والكرامة، وينبض في عروقها تاريخ الحلم الفلسطيني.
يُعبر الطنجي عن ارتباطه العميق بفلسطين، إذ يشير إلى أن أعماله تتوجه بشكل خاص نحو القضية الفلسطينية التي تمثل له عالماً من المعاني، يقول: “فلسطين ليست مجرد ثورة دموية، بل وطن الرسالات والأحلام، حيث يلتقي الحب بالأسطورة لتشكل خريطة لا تُمحى من ذاكرة التاريخ الإنساني”.
من خلال تجربته الفنية، التي انطلقت بدراسة التصوير الضوئي وأول معرض له في “شمس كافيه” بمخيم اليرموك، اتجه الطنجي نحو تقنيات جديدة تشمل “المعدن والعظم والألوان الخاصة”، هذه التجارب ليست سوى أدوات لطرح القضايا الإنسانية وموضوعات النضال الفلسطيني.
ويُشارك اليوم في معرض” ملتقى صيف 2025″ بالمركز الثقافي “أبو رمانة” بلوحتين تحمل كل منهما قصة مختلفة، تُجسد لوحة “بلا اسم .. لكل الأسماء” مشهداً مؤلماً حيث تُظهر أمّاً فلسطينية تسعى لإنقاذ أبنائها في خضم الدمار والفوضى التي تشهدها غزة، تعكس اللوحة صراع البقاء والتحدي في مواجهة المأساة، مستخدماً ألواناً قاتمة وخطوطاً حادة تُظهر القلق والألم، مما يمنح المشاهد إحساساً بعمق المعاناة الإنسانية.
أما في “كنعانية .. الزيتون الذهبي”، تُبرز اللوحة الأم الفلسطينية كرمز للصمود، وهي تُحافظ على شجرة الزيتون، التي ترمز إلى الهوية والانتماء.
الألوان الزاهية تعكس الأمل، بينما تجاعيد وجه الأم تعكس خبرتها وفخرها بتاريخها، تعبر هذه اللوحة عن قوة التراث والترابط الأسري حتى في أوقات الشدة.
يسعى الطنجي من خلال فنه إلى إلهام الآخرين لنشر ثقافة فلسطين، مؤكداً على الحق الأصيل للشعب في الحياة والكرامة، وإن دوره كفنان هو أكثر من مجرد رسام، إنه راوٍ للتاريخ وصوت للمستقبل.