الملحق الثقافي- د. ح:
برحيل آخر جيل الروائيين العمالقة في سورية تفقد الساحة الإبداعية ركنا من أركانها..صحيح أن الإبداع باق والجسد راحل ولكن مرارة الفراق تترك ندوباً في الذاكرة وتفتح نافورة من الأسئلة الحائرة في هذا الزمن الموحش.
لماذا ابتعدنا عن جماليات الإبداع الحقيقي وكيف استطاع المزيف أن يحتل مكاناً ما ليس له.
في جعبة الراحل حيدر حيدر من الأعمال الروائية والمجموعات القصصية ما يجعله في المرتبة الأولى عربياً ..فهو واحد من صناع المشهد الروائي العربي بكل جمالياته وخصبه.
تجربته الروائية بنت الحياة وهي من تجربة المرارة والنضال ..في كل ما كتبه وأبدعه.. الحياة الحرة الكريمة ونبل الإنسان هو الغاية.
انحاز للعمل قبل الكتابة استلهم الواقع وأعاد إنتاجه إبداعاً لا يغيب ..
أعماله الروائية أثارت جدلاً ونقاشاً كبيرين لاسيما وليمة لأعشاب البحر ..وغيرها من الأعمال.
ويمكن القول أن الفهد كعمل إبداعي استلهم وقائع نضال ( أبو علي شاهين ) سيبقى الأكثر رسوخاً في الذاكرة بغض النظر عن الأعمال الأخرى ما بين قصص وروايات تجاوز فيها ( الفهد).
حيدر حيدر نوارس الإبداع تطوي الجسد لكنها تحلق بحبر باق فيما أنجزه وأبدعه من أدب خالد ..باق لأنه ابن الحياة والحياة مستمرة تهب الجمال بما يقدمه مبدعونا.
العدد 1143 – 9-5-2023