الملحق الثقافي -ديب علي حسن:
الإنسان في أهم تعريفاته أنه كائن ناطق..ولكن هل هو الوحيد القادر على النطق ..؟
بمعنى اللغة والكلام والتفكير نعم هو الوحيد القادر على ذلك أما من حيث الأصوات فهو ليس وحيداً، فمعظم الكائنات تطلق أصواتاً.
بهذا المعنى هو الوحيد القادر على أن يروي حكايته ويدونها وينقلها من جيل لآخر ومن مكان لمكان ويناقش فيها.
وأحد أهم أساليب ذلك السرد الروائي الذي ازدهر في العالم كله وبات حلم كتابة رواية يراود الكثيرين.
كما أن حلم قراءة رواية أيضاً هو شغف يشغل الكثيرين والرواية ليست شغفاً إلا لأنها حياة حافلة بالمشاعر والأحداث والوقائع وتنقل إلينا تجارب مختلفة.
من هنا لن تموت الرواية ولن تذبل مهما استحدثت وسائل السرد..فما كل سرد بقادر على أن ينافس السرد الروائي الذي هو عجينة من لون خاص فيه الكلمة والصورة والمعنى وشغف نقل المعاناة..الرواية كما قال الراحل حنا مينة ديوان العصر ..بل سجل حيواتنا بكل ما فيها والمبدع الحقيقي هو من ينقل تجربته لتكون رواية تلامس شغاف القلوب.
لن تستطيع وسائل القص الحديثة ولاسيما ما يسمونه سرد المحمول أن ينافسها قد يشدنا ويدهشنا للحظات لكنها زائفة وزائلة غير مستمرة.
بل يمكن القول إنها تدفعنا بعد التجربة لأن نعود إلى مدونات السرد الروائي لأننا نحن حبره.
العدد 1143 – 9-5-2023