الثورة – لقاء فؤاد الوادي:
أكد الباحث في الشؤون السياسية محمود عبد السلام أن هناك جهات خارجية تغذي الصراع السوداني خدمة للمشروع الصهيو-أميركي الذي لا يستهدف دولة بعينها، بل يستهدف دول المنطقة بأكملها.
وقال عبد السلام لـ” الثورة ” إن إشعال فتيل الأزمة في السودان في هذا التوقيت تحديدا، له دلالات وغايات كثيرة، لاسيما وأن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من إعادة التوازنات وبناء التحالفات والعلاقات الإستراتيجية على أسس أكثر استقراراً وأمنا من أي وقت مضى، بعد أن مرت المنطقة بظروف عصيبة وكارثية بسبب السياسات والمشاريع الأميركية والغربية الاحتلالية التي دمرت المنكقة وقتلت وشردت الملايين.
ضمن هذا السياق، يتابع الباحث السياسي حديثه بالقول: إن أفول عصر الهيمنة الأميركية نتيجة الظروف السياسية الجديدة التي بدأت تطيح بقواعد وركائز الأحادية والهيمنة في عموم المنطقة والعالم، لن ولم تعجب الأميركي والإسرائيلي، وكل من يدور في فلكهم ويأتمر بأوامرهم، لذلك دفعوا بطريقة أو بأخرى إلى تأجيج الصراع في السودان لفتح جرح جديد في المنطقة، وإحداث نزيف آخر في الجسد العربي، وبالتالي توجيه ضربة قاسمة لكل جهود التكاتف والتصالح العربي والإقليمي والعودة بالأمور إلى دائرة الاشتباك والكباش والتفتت والضعف والتقسيم، وهي البيئة الأنسب لتستكمل أميركا وحلفاؤها مخططاتهم الاستعمارية.
وأضاف عبد السلام أن هناك هدفاً أخر لهذا الصراع وهو السيطرة على ثروات السودان الغني بالثروات الطبيعية لاسيما الذهب الذي تحاول دول عديدة شراءه بكميات كبيرة.
وبين الباحث أنه من الخطأ الاعتقاد أن أسباب هذا النزاع تعود فقط للخلاف حول تنفيذ خارطة الطريق المتعلقة بنقل السلطة من الطرف العسكري إلى الأطراف المدنية والتي بموجبها يتخلى الجيش وقوات التدخل السريع عن السلطة، لأن من شأن ذلك أن يزيح الأنظار عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الصراع وفي هذا التوقيت تحديداً.
وأوضح عبد السلام أن مسارعة الولايات المتحدة ومعها دول أوروبية كثيرة لإجلاء رعاياهم عن السودان ومنذ الساعات الأولى لنشوب الحرب، يؤكد أن هناك مؤامرة على هذا البلد الشقيق لإغراقه في الحروب والنزاعات والفوضى حتى يسهل السيطرة عليه ونهب وسرقة خيراته وثرواته، لكنهم يتجاهلون أن ذلك سيؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة على تخوم الساحل والبحر الأحمر والقرن الأفريقي، والتي تعتبر بحد ذاتها حلبة للمنافسة على النفوذ في المنطقة بين الدول الاستعمارية الكبرى.
وختم الباحث السياسي حديثه بالقول: إن وجود جهات خارجية تغذي هذا الصراع بالقوة ولها مصالح لدى كل طرف من الأطراف المتحاربة، يفتح الأبواب على مزيد من الاقتتال والصراع مما يعني بأن الأمور ذاهبة أكثر باتجاه التصعيد في ظل غياب شبه تام للدور العربي في التدخل لوقف نزيف الدماء لدى أبناء الشعب الواحد.