ريم صالح:
الهدنة المعلنة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» لم تؤد حتى الآن إلى وقف كامل للاشتباكات الدائرة على الأرض، ورغم المحادثات في السعودية لوقف إطلاق النار، فإن بعض المناطق في العاصمة الخرطوم لا تزال تتعرض للقصف شبه اليومي.
ومع غياب أي دلائل تشير إلى استعداد أي من الجانبين المتحاربين للتراجع عن موقفه، تعرضت أجزاء من العاصمة السودانية اليوم لقصف مدفعي وجوي، حيث تتركز المعارك منذ بدء القتال قبل شهر، في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، الواقعتين قبالتها على الجانب الآخر من فرعي النيل الأبيض والأزرق، بالإضافة إلى إقليم دارفور في غرب البلاد.
وبحسب ما ذكرته وكالة «رويترز» فإن قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري وتعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر اليوم الأحد.
هذا وقد أسفر القتال الدائر عن مقتل المئات ولجوء 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة ونزوح 700 ألف آخرين داخل السودان، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية ويهدد باستقطاب قوى خارجية إلى الصراع وزعزعة استقرار المنطقة.
ومنذ يومين، أكد الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في السودان، بعد توقيعهم اتفاق مبادئ أوّلي في جدة اتخاذهما جميع الاحتياطات لتجنيب المدنيين أي ضرر.
وصدر مساء الخميس إعلان جدة، نتيجة اجتماع أطراف النزاع في مدينة جدة السعودية، إذ رحب الجيش السوداني و»الدعم السريع» في الإعلان بمساعي أصدقاء السودان، وأكدا التزامهما بسيادته ووحدته.
ونصّ إعلان جدة على «امتناع الجيش السوداني والدعم السريع عن أي هجوم من شأنه أن يتسبب بأضرار مدنية»، لافتاً إلى أنّ الجيش السوداني والدعم السريع اتفقا على أن «مصالح الشعب السوداني أولوية لهما».
كذلك، نصّ على «السماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال العدائية والمحاصرة».
بالتزامن، أعلن مجلس الوزراء السوداني، الجمعة، جاهزية مطارَي الخرطوم ووادي سيدنا والمطار والميناء في بورتسودان لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة إلى السودان، بناءً على ما جاء بعد إعلان جدة بالشأن الإنساني.