الثورة – ناصر منذر:
مع تصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية المشددة على مدينة القدس المحتلة التي حوَّلها الاحتلال إلى ثكنة عسكرية لتأمين اقتحامات المستوطنين، والتي يراد منها تكريس سيادة وهمية على القدس والأقصى، وهذا ما تؤكده عمليات التهويد الجارية على قدم وساق في القدس، عبر اتخاذ خطوات وإجراءات عنصرية لطمس هوية المدينة، ومن ضمنها مشروع “إسرائيلي يهدف إلى تسجيل الأملاك والعقارات في القدس المحتلة، بما يؤدي في النهاية إلى ضم المدينة المقدسة إلى كيان الاحتلال، والذي من شأنه تغيير طابع المدينة القانوني وتركيبتها، وبالتالي تهويدها.
وبذريعة تأمين ما يسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية للمستوطنين، دفعت سلطات الاحتلال بآلاف من عناصر الشرطة إلى مدينة القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، وأغلقت بعض المحاور الرئيسة. كما فرضت تشديدات أمنية عند منطقة باب العمود ومنعت الشبان من الجلوس والتواجد فيها.
الحماية التي توفرها قوات الاحتلال دفعت 923 مستوطناً اليوم لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال المسجد القبلي.
وقاد عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، الحاخام المتطرف يهودا غليك، إحدى المجموعات المقتحمة التي تقدمها وزير النقب والجليل لدى حكومة الاحتلال ايتسحاق فاسرلاف من حزب “عوتسما يهوديت”، وزوجة وزير الأمن القومي لدى حكومة الاحتلال المتطرف ايتمار بن غفير، “أيالا”. بحسب ما ذكرته وكالة وفا.
وانتشرت شرطة الاحتلال في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وقامت بإفراغ المسجد القبلي من المصلين والمرابطين، واعتدت على المرابطين المتواجدين قرب باب السلسلة.
الممارسات العنصرية الإسرائيلية تأتي في وقت تستعد فيه سلطات الاحتلال لاستيعاب نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما ذكره موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني، الذي أشار في هذا السياق إلى أن وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، أوعز لمندوبي الوزارات بالاستعداد لذلك المخطط، عبر العمل على إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية العشوائية، لاستيعاب نصف مليون مستوطن آخر في الضفة، إضافة إلى نصف مليون مستوطن متواجد في الضفة حالياً.
وعلى التوازي تواصل قوات الاحتلال بناء مقطع اسمنتي من جدار الفصل العنصري، فوق أراضي قرية الجلمة، شمال شرق جنين. حسب ما ذكرته وكالة وفا نقلاً عن رئيس مجلس القرية أمجد أبو فرحة، الذي أكد بأن قوات الاحتلال استكملت اليوم وضع مقاطع إسمنتية بارتفاع 6 أمتار على طول 200 متر، على أرض المواطن صالح محمود أبو فرحة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال منعت صاحب الأرض الذي يملك موقفاً للمركبات على بعد 10 أمتار من الجدار من استخدامه ووضع أي مركبة داخله.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال ومنذ عام 1948 حتى يومنا هذا استولت على نحو 6000 دونم من أراضي القرية، ولا تزال مستمرة في عملية الاستيلاء ونهب الأرض، كما أن سلطات الاحتلال أخطرت بوضع اليد على 144 دونماً حتى نهاية عام 2027 لأغراض عسكرية كما تدعي.
وفي المقابل منعت قوات الاحتلال لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم لأحد المباني في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف.
وأفادت الوكالة نقلاً عن مدير عام لجنة الإعمار عماد حمدان بأن قوات الاحتلال أوقفت أعمال ترميم أحد المباني في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف، ومنعت طواقم لجنة الإعمار من استكمال الأعمال، وأجبرت الطاقم على إخلاء المبنى، وهو مكون من ثلاثة طوابق، علما أن أعمال الترميم في مراحلها النهائية.
