الثورة – رشا سلوم:
بين التربية والشعر والصحافة والنقد هي رحلة عمر متوجة بأكثر من ثلاثين كتاباً في مختلف صنوفها.
هي رحلة الشاعر الكبير عبد الكريم الناعم الذي هو أحد أهم أعمدة الحداثة في الحركة الشعرية.
الناعم يكتب المقال الصحفي ويمارس النقد الأدبي.
منذ عدة سنوات أصدر كتابه مدارات عن الهيىة العامة للكتاب وهو أقرب إلى السيرة الذاتية..
يستكمل هذه السيرة اليوم بالجزء الثالث من مدارات ولا ندري من أين صدر الجزء الثاني منها.
(مدارات 3… “سيرة حيوات”)، صدر عن الهيئة العامة للكتاب
(لعل من يسأل: ما الذي حمل هذا الشاعر من عوالم الشعر إلى عوالم السرد، والقص؟
في إنارة هذا الزاوية أقول، لعلها روح القص التي عرفها أهلونا وأجدادنا، وكانت قناطر سمر وعبور.
لعله ذلك السحر الآسر الذي تتوقف متجمدةً على شبابيك إطلالاته نوافذُ الحواس مشدودةً فلا تغادر.
لعله الشعر أيضاً، الذي يجد تجسيده الجمالي في الشخوص، لا في الصورة والخيال والصياغة والإدهاش فقط.
وفي لقاء معه أجراه كنان متري منذ فترة طويلة قال الناعم: وعن المواضيع التي مر بها في شعره قال الأستاذ “الناعم”: «هناك حقلان في مواضيعي الشعرية التي طرقتها، فالحقل الأول هو تلك القصائد التي حملت الهم القومي، ويستطيع من يتتبع قصائدي التي كتبتها في هذا الاتجاه أن يجد الحدث المباشر في كتابة قصائد الالتزام الوطني القومي، وقصائد الالتزام الطبقي، التي انحازت فيها إلى الفقراء، وإلى المقهورين، وإلى الطبقات الكادحة، وإضافة إلى هذا الجانب فلدي الجانب الوجداني الداخلي. أضف إلى ذلك مسألة أخرى خاصة بي، وهي أني منذ (15) عاماً طغى بشكل واضح في كتاباتي المسألة الصوفية في الشعر، والصوفية هنا بمعنى التأمل الكوني وتذوقه، وهذا يتجلى واضحاً في مجموعتي الشعرية (مائدة الفحم)»
وعن تطلعاته وخططه حينها قال:
(الأماني والآمال لا تنتهي، ومنذ بضعة أشهر وبعد أن محوت أميتي في التعامل مع الحاسوب عكفت على جمع كل ما لدي من قصائدي المخطوطة وفرزتها بحسب اهتماماتها وموضوعاتها وبدأت بتنضيدها على الحاسوب ضمن مجموعات متفرقة، وإلى الآن أنجزت حوالي ثلاث مجموعات شعرية، وبين يدي الآن أوراق مخطوطة ما قد يشكل ثلاث مجموعات أخرى أرجو أن أتمكن من طباعتها ونشرها كلها، كما أن الكثيرين من أصدقائي وزملائي طالبوني بعد نشري الجزء الأول من كتاب (مدارات- سيرة زمن) الصادر عن وزارة الثقافة بإنجاز الجزء الثاني منه، فالجزء الأول (مدارات 1) يبدأ من الطفولة وينتهي صباح الثامن من آذار عام /1963/، وأنا بصراحة متهيب وخائف من ألا أستطيع المحافظة على السوية الأدبية التي كتبت فيها الجزء الأول لأنه يبدأ من الطفولة من الريف، من الأمطار والغيوم، ومن القصص الشعبية الكثيرة وهذا يعطي الكاتب فسحة لكتابة نص أدبي جميل، كما أن مثل هذا العمل بحاجة لأن يعكف عليه الإنسان سنة أو سنتين حتى ينجز، وآمل أن أستطيع ذلك»)
بطاقة:
عبد الكريم إبراهيم الناعم (1935) شاعر وناقد أدبي سوري. ولد في قرية حربنفسه من محافظة حماة. تعلّم في الكتّاب، ثم درس في حمص حتى حصل على أهليّة التعليم الابتدائي. عمل في التدريس، ثم في الإعلام والصحافة والإذاعة. شغل كأمين سر في فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص لعدة سنوات، له دواوين شعرية عديدة.
سيرته:
سكن أهله مدينة حمص في عام 1949. أرسل في الثانية عشرة إلى المدرسة في حمص، وتوقف عن متابعة دراسته لأسباب مالية. حصل على الشهادة الإعدادية في 1961، ثم الثانوية 1962، وأهلية التعليم.
عمل مدرّسًا في منبج عام 1955، وتدرج في عدة وظائف كما اشتغل في الصحافة والإذاعة. كان عضواً في جمعية الشعر ضمن اتحاد الكتاب العرب وشغل كأمين سر في فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص لعدة سنوات، شارك في العديد من المهرجانات الأدبية والثقافية داخل وخارج سورية كرّمه فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص في 2017.
كتب في الزاوية الصحفية، وفي المقالات السياسية والفكرية، وفي الزوايا الاجتماعية، إضافة إلى مقالات أدبية متعددة وخاصة في نقد الشعر، كما كتب في الفلكلور الشعبي، فله اهتمام خاص بما يتعلق بقضايا الفلكلور، وخاصة فلكلور الريف.
من دواوينه الشعرية:
زهرة النار، 1965
من ذاكرة النهر
حصاد الشمس، 1972
الكتابة على جذوع الشجر القاسي، 1974
الرحيل والصوت البدوي، 1975
عينا حبيبتي والاغتراب، 1976
تنويعات على وتر الجرح، 1979
عنود، 1981
دارة، 1982
احتراق عباد الشمس، 1984
أقواس، 1986
من مقام النوى، 1988
أمير الخراب، 1992
من سكر الطين، 1995
عراق، 2011
وله في الدراسات الأدبية:
في أقانيم الشعر، 1991
كشوفات، قراءة لعشر مجموعات شعرية لعشر شعراء مختلفي الانتماءات،
كتاب (مدارات 3… “سيرة حيوات”)، تأليف: عبد الكريم الناعم، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.