الثورة – آنا عزيز الخضر:
صناعة الفرح مع المقولة الجميلة في مسرح الطفل، تمنح العمل الفني رونقاً أخاذاً، وتضيف لمعانيه الإبداعية أبعاداً أكثر سمواً وبلورة لرسالة المسرح النبيلة.. هذا ما حمله العرض المسرحي (لص بلا خيال) تأليف (لبنى مراد) وإخراج (رفعت الهادي)، الذي تحدث حول العرض وأسلوبه قائلاً:
نص بسيط، يخاطب عقول الأطفال وفق آليات فنية، لها خصوصيتها وبنيتها، التي تقدم العديد من الأفكار العميقة.. تحمل حكاية العرض ملامح كوميدية، جنباً إلى جنب، المقولة المتميزة، التي تخبرنا من بين سطورها أبعاداً وحكماً حياتية، وتجارب نموذجية، حيث يدور العرض حول الزمن، الذي يسرق أعمارنا.. الفرضية الدرامية تقول إن ملكاً ﻻ يريد لأحد، أن يسرق عمره، وﻻ يريد أن يموت، فيستحضر جميع من مات كفرضية، تقدم لمقولتها، فيعجز الجميع عن الإجابة.
ويسير العرض بإيقاع سلس لطيف، يناقش فكرة الموت تلك من خلال بينة خاصة، تحمل مسحة تصنع الفرح، وتقدم الفائدة، إذ يحاول الملك أن يعثر على اللص، الذي سيسرق عمره، ليحمي نفسه من تنبؤ العرافة، ولكن لم يجده، فيحاول استحضار الأحياء، ليأتي فقط العاشق والعاشقة، فكانا هما من استمرا في الحياة والخلود، ولم يغلبهما الموت،..فكان.. الحب والمحبة الحالة الوحيدة، التي تجعل الانسان حياً، فلوﻻ وجود المحبة في نفوس البشر ﻻ قيمة للإنسان.. وها هو الملك يبحث كيف سيكون حياً؟ فيأتي من ينصحه، ويقول له إن محبة الناس ومحبة الخير لهم فقط ما يجعله خالداً، ويبقى به حياً…
وقد اعتمد العرض أسلوباً فنياً، جمع التشويق والجاذبية والمرح، وانتزع إعجاباً ﻻفتاً، برز بوضوح خلال الحالة التفاعلية من قبل جمهور الأطفال.