الثورة – ناصر منذر:
تزامننا مع الانتهاكات والجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، تتمادى سلطات الاحتلال بحرب الاستيطان المفتوحة التي تهدف إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتكريس واقع جديد على الأرض، لمحاولة شرعنة الاحتلال، وذلك وسط غياب الإرادة الدولية في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهو ما يشجع حكومة الاحتلال على تصعيد الاستيطان الذي يعتبر من أبشع أشكال العدوان والجرائم التي يرتكبها بحق الوجود الفلسطيني التاريخي.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية فقوعة شرق جنين.
وأفادت وكالة وفا نقلا عن مصادر أمنية بأن المواجهات اندلعت الليلة الماضية عقب اقتحام قوات الاحتلال القرية، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه المنازل والمواطنين ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال قرى تعنك غرب وطورة جنوب غرب المدينة.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة شبان من بلدة جبع جنوب جنين، وفق وكالة وفا التي ذكرت نقلا عن مصادر بأن قوات الاحتلال على حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس اعتقلت الشبان: محمود محمد كامل فشافشة، ومحمد خالد أحمد بلشة، وقيس محمد جميل زيدان، ومحمود نايف محمود خليلية، أثناء توجههم إلى مدينة أريحا.
وفي سياق مواز نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا قرب قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، حيث أشارت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال المتمركزة قرب ما يسمى مستوطنة “حلميش” الجاثمة على أراضي النبي صالح، أوقفت عددا من المركبات، وفتشتها ودققت في هويات راكبيها، ما أعاق حركة المواطنين.
في الأثناء أوقفت قوات الاحتلال اليوم السبت، العمل في تأهيل شارع الكرمل التوانة بمسافر يطا جنوب الخليل، واحتجزت العمال وآليات العمل.
وأوضح منسق الجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور، إن قوات الاحتلال أوقفت العمل في شارع يخدم سكان الكرمل والتوانة بالمسافر وبلدة يطا، كما احتجزت العمال والآليات.
على التوازي تواصل قوات الاحتلال إغلاق مدخلي قرية المغير شرق رام الله، لليوم الخامس عشر على التوالي.
وذكرت وكالة وفا نقلا عن مصادر محلية إن قوات الاحتلال تواصل إغلاق المدخلين الرئيسيين للقرية، وتمنع المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، ما يضطرهم إلى سلوك طرق ترابية وعرة للوصول إلى أماكن عملهم.
يشار إلى أن القرية تتعرض بين الحين والآخر لاعتداءات من المستوطنين وجنود الاحتلال، حيث أصيب مواطنا بالرصاص الحي في رأسه، وأربعة آخرون برضوض، فيما أحرق مستوطنون 5 مركبات تعود للمزارعين في المنطقة، إضافة لـ 270 بالة قش، خلال مواجهات في القرية أمس.
وعلى صعيد حرب الاستيطان المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، تناقش ما يسمى اللجنة الوزارية في حكومة الاحتلال، يوم الأحد المقبل، مشروع قانون يقضي بضم حدائق ومحميات طبيعية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين إلى “السيادة الإسرائيلية”، من خلال فرض القانون الإسرائيلي عليها.
وبحسب ما ذكرته وكالة معا الإخبارية، فإن مشروع القانون قدمه عضو الكنيست داني دانون، من حزب الليكود، يقضي بالإعلان عن حدائق ومحميات طبيعية ومواقع أخرى في الضفة والقطاع أنها “مواقع إسرائيلية” ، فيما ذكرت صحيفة “هآرتس” في وقت سابق أن مصادقة الكنيست على مشروع القانون سيؤدي إلى ضم مناطق أخرى.
يشار إلى أن الأمم المتحدة قد أكدت في تقرير لها أصدرته قبل شهرين أن “عدد المستوطنين ارتفع في الضفة الغربية بما في ذلك القدس من 520 ألفا إلى أكثر من 700 ألف خلال العقد الماضي”.
ووثق التقرير وجود علاقة بين التوسع الاستيطاني، وهجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين خلال العقد الماضي، مبينا أن “الأمم المتحدة تحققت من ثلاثة آلاف و 372 حادث عنف من المستوطنين، أدت إلى إصابة ألف و 222 فلسطينيا”، وهو الأمر الذي يستدعي من الأمم المتحدة التحرك الفاعل لاتخاذ إجراءاتٍ رادعة بحق الاحتلال ومحاسبة مسؤوليه على جرائمهم.
السابق