الثورة:
الزواج شراكة حقيقية بين طرفين سداها ورونقها التفاهم في كل ما يساهم في سعادتهما، وطبعاً هناك ركائز لابد من تهيئتها للوصول لنجاح الأسرة وأول هذه الركائز اختيار الشريكين لبعضهما الاختيار الصحيح.
الركن الأساسي في الأسرة هو الأم، شريكة الحياة التي تمتلك الذكاء والعلم والصبر والمقدرة على التربية السليمة وأن تكون قادرة عبر ثقافتها على تعليم أولادها ما اكتسبته من معارف وعلوم وأخلاق، وفوق هذا وذاك أن تتجسد في شخصيتها الأسوة الحسنة لأبنائها.
ومن الأشياء الهامة في ترتيب الأسرة لتكون ناجحة وسعيدة في المستقبل اعتماد الأب على الصفات ذاتها التي تملكها الأم، وأن يكون بارعاً في عمله لتأمين كل ما يحتاجه المنزل وطبعاً بالتشاور والاتفاق مع شريكة العمر الزوجة.
ولعل من أبسط بديهيات التفاهم أن يقوم الشريكان بترتيب كل ما يحتاجه منزلهما بالتشاور والحوار واحترام وجهة نظر أحدهما للآخر، بدءاً من اختيار أثاث البيت المناسب والمريح لأن المرآة التي تعكس ذوق الزوجين وانتهاء بكل شؤون أطفالهما ورعايتهم ومتابعة دراستهم وحياتهم.
والطبيعي في الزواج أن يتفق الشريكان في إدارة المنزل بكل هدوء ويجب أن يعلم الزوجان بأنهما يبنيان أسرة لتستمر وفيها كل معاني الود والحب والحنان والعطف ولتكون هذه أنموذجاً يحتذى لكل من أراد أن يعيش حياة سعيدة ملؤها الأخلاق الحميدة التي تبني وترفع مقاماً، ويجب أن يضع الزوجان بالحسبان وجود المكتبة في البيت التي تحتوي على الكتب والمراجع المفيدة التي تكون منهلاً للمعرفة لهما ولأبنائهما.
وجميعنا يتفق على أن أساس نجاح أي أسرة هو الاحترام المتبادل مع اختيار الكلمات التي تنمي المحبة بين الأب والأم والأبناء ليكون الجميع قدوة في المجتمع الذي تسوده معاني الإيثار وتنتفي فيه الضغائن والأحقاد ويتأتى هذا من منبع ثر واحد هو البيت نعم البيت الذي رتب أموره ترتيباً أنيقاً لا خلل فيه، وكما قالوا “البيت بسكانه لا بحيطانه”.
وفي الختام الأسرة هي مشروع متكامل ينجح بمقدار ما يمتلك الزوجان من ذكاء وفطنة وثقافة يجعلان الروح الإيجابية هي العنوان الأساسي لمنزلهما الذي بالأصل بدآه بالمحبة والتعاون الخلاق والتفاني ليكون الزواج الحقيقي الناجح بكل المقاييس.
جمال شيخ بكري