الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
القصيدة تبحث عن آخر عنوان جميل يصلح للكتابة الأدبية والصحفية أيضاً، فيمكن أن يكون تحقيقاً أو مقالة أو قصة خبرية، كما يصل لرواية وقصة، لكن هذا العنوان هو لديوان شعري جديد للشاعر العراقي طلال الغوار، وجرى حفل توقيع له، أقامه المنتدى الثقافي العراقي مساء الخميس الماضي في مقر المنتدى، وتخلل الحفل قراءة نقدية، شارك بها مجموعة من النقاد وهم: الناقد والفنان التشكيلي والقاص أحمد عساف، والشاعر الدكتور نزار بني المرجة والكاتب الفلسطيني أحمد علي هلال، كما استمع الحضور لقراءة شعرية من الديوان بصوت الشاعر وبصوت الإعلامية هدباء العلي، واختتم الحفل بالاستماع إلى مقطوعات موسيقية عزفها الموسيقار عدنان الحايك، وقد أدار الحفل الإعلامي علي الدندح، وسط حضور لفيف من الأدباء والكتاب والشعراء والنقاد والإعلاميين ومشاركة الدكتور محمود شمسة رئيس المنتدى الثقافي العراقي وإيهاب الحريري أمين عام الملتقى الوطني العراقي ومنى هيلانة أمينة سر مكتب قيادة قطر العراق لحزب البعث.
وقد صدرت الطبعة الأولى من ديوان الشاعر الغوار (القصيدة تبحث عن زمن آخر) عن دار أمل الجديدة بدمشق لعام 2023.
الثورة التقت الشاعر والنقاد، وتحاورت معهم حول الديوان الجديد للشاعر الغوار.
الشاعر طلال الغوار عبر عن سروره وشكره للمنتدى العراقي الثقافي على إقامة حفل توقيع ديوانه الشعري وعن تقديره للمشاركين في هذا الحفل ناقداً ومشجعاً ومقدماً وإعلامياً، وقال: الديوان الجديد يضم مجموعة قصائد نثر، ومن خلال القصيدة أنفذ إلى موضوعات الحرب – الحب – الحياة – الوطن.
وهي مجموعة تتميز عن المجاميع الشعرية السابقة لكونها كلها قصائد نثر، بينما الدواوين السابقة تجمع بين قصائد العمود والتفعيلة والنثر، وثانياً فيها الكثير من التجريد وخلق علاقات جديدة من الكلمات، وهذا ما يحقق الدهشة في الشعر، وهو طموح كل شاعر.
ونوه الشاعر الغوار باللغة المستخدمة وجاءت خروجاً عن الجاهزيات السابقة أو عن الاستخدامات السابقة لذلك نجد فيها الكثير من الصور المدهشة.
ويذكر أن الشاعر الغوار بدأ مسيرته مبكراً في كتابة الشعر منذ صباه في مدينته تكريت بالعراق وشارك بالعديد من الفعاليات الأدبية والمهرجانات الثقافية في وطنه العراق منذ ستينيات القرن الماضي وإلى الآن، وانتقل إلى سورية وشارك فيها بالعديد من النشاطات الثقافية والأدبية، وكانت دواوينه محط اهتمام الكثير من النقاد والأدباء فصدرت خمسة كتب نقدية حول شعره، فضلاً عن ثلاث رسائل ماجستير أعدت حول شعر الشاعر الغوار.
عساف: سلاسة شعرية تقربه للقارئ
الناقد أحمد عساف رأى في حديث للثورة، أن المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر طلال الغوار جاءت على شكل قصائد نثر خروجاً عن عادة الشاعر الذي يعتمد على شعر التفعيلة في قصائد عمودية في مجموعات شعره السابقة، وهي مجموعة لطيفة فيها تكثيف لغوي وسلاسة في اللغة والألفاظ والتراكيب، ونوه بأن لدى الشاعر أسلوب إلقاء متميز يقرب قصيدته من القارئ، وهي مجموعة جميلة جديرة بالقراءة.
وقال عساف: ثمة ما هو جديد في المجموعة الشعرية عن سابقاتها، فإنها تتميز بعذوبتها وتحمل بنكهتها الكثير من السلاسة لكنها تتميز بالسهل الممتنع فهي قصائد نثر وهذا النوع ليس بالأمر السهل وهي أعمق من شعر التفعيلة.
وأشار الناقد عساف إلى أن المجموعة الشعرية للشاعر الغوار هي نصوص شعرية لا تشبه أحدها الآخر سوى أنها تشبه شاعرها، فهي مفاتيح لأبواب موصدة في وجه الريح، لكنها حملت الكثير من صدى البوح، حيث استخدم الشاعر مفردات إيحائية معبأة بطاقات إيجابية، وليست من النوع الذي يميل إلى الطلسمة (الطلاسم)، وأكد أن شاعرنا في مجموعته استطاع أن يتعامل بوعي ودراية ولم يمارس طقوس الغموض.
كما أكد عساف أن الشاعر الغوار امتاز في كتابة ديوانه بالاستناد إلى تجاربه وخبرته واستطاع أن يقدم صوراً شعرية مبتكرة تجذب سامعها بعيداً عن القوالب الجامدة.
بني المرجة: يعكس تجربة غنية ومتميزة
أما الشاعر الدكتور نزار بني المرجة فأشار للثورة إلى أن هذه المجموعة الشعرية تشكل منجزاً شعرياً جديداً تحتاج إلى المزيد من الإضاءات نظراً لتجربة الشاعر الغوار الغنية والمتميزة ولديه سجل شعري حافل وتستحق المتابعة والاهتمام.
ونوه الشاعر بني المرجة بأعمال الشاعر الغوار التي حملت الكثير من الحب والنبل لسورية شعباً وموقفاً وطبيعة وأنه خير من يمثل محبة أهلنا في العراق لسورية، ولفت إلى أن شعره يركز دائماً على الشجرة كمفهوم ودلالات ففي شعره تمثل الشجرة الإنسان المحب والقادر على نشر الحب والعناق وعلى انتماء الإنسان لوطنه وصنع عالم جميل لمن حوله مثل النفوس الجميلة.