مثقفون سوريون في باريس.. معرض دمشق الدولي أصداء مؤثرة بعد سنوات من الغياب

أحمد صلال – الثورة – باريس:

بعد غياب دام ست سنوات، شهدت العاصمة السورية دمشق عودة معرضها الدولي بنسخته 62 تحت شعار “سوريا تستقبل العالم”، بمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 800 شركة من مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية والتراثية. يتجاوز المعرض كونه فعالية اقتصادية بل كونه حدثاً سياسياً واجتماعياً يحمل دلالات أوسع حتى بالنسبة للمغتربين بالخارج، وهذا ما ترصده صحيفة “الثورة” في باريس حول أصداء المعرض حيث طرحت مجموعة من الأسئلة على مثقفين سوريين حول أصداء المعرض في باريس في أول دورة بعد التحرير وأسئلة أخرى تهم القارئ السوري.

ذاكرة من الطفولة

حقيقة عودة فعالية معرض دمشق الدولي التاريخي، هو جزء من عودة الحياة لسوريا بشكل عام ودمشق بشكل خاص، لما له أثر وبعد تاريخي وحضاري والتعرف على الأفكار الصناعية والتجارية لدول مختلفة من العالم. معرض دمشق الدولي هو ذاكرة مرتبطة فينا منذ الطفولة، من حيث المكان والزمان وأغاني فيروز وما شابه من فعاليات مسرحية وغنائية. الآن هو خطوة جميلة ومحزنة تذكرنا بالساروت.. وهو جزء من ذاكرة ثورتنا، بهذه الكلمات يختار أن يبدأ الرسام التشكيلي أسعد فرزات حديثه لصحيفة الثورة. ويتابع فرزات: “نبشت في ذاكرتي الكثير من التفاصيل حقيقة، وخاصة يوم فزت بالتصميم الفني لتنفيذه على واجهة الجناح السوري، كانت لوحة بمساحة كبيرة، لذلك كان هناك مساعدون لي لتنفيذها مقترحين من قبل كلية الفنون والنقابة كالعادة، للأسف أغلبهم من المدرسين بكلية الفنون من جماعة المظليين والبعثيين وللأسف إمكانياتهم ضعيفة حتى في مجال التنفيذ، مما اضطرني أن أرسم هذه المساحة الكبيرة بالكامل تجنبا للإساءة الفنية لها. واستطرد فرزات: من ذاكرتي أيضاً عندما كان المعرض في الموقع القديم بدمشق نحات يشغل مساحة من المكان، فقط لأنه قريب زوجة الديكتاتور حافظ الأسد كان ينحت على الخشب.. بقي يشغل المكان لحين وفاته.

ما أتمناه الآن وأناشد المسؤولين عنه، وخاصة أنه الآن في موقعه الجديد هذا وبمساحته الواسعة، أن يكون هناك مراسم للفنانين مؤجرة بمبلغ رمزي، يضيف للمكان حيوية أكثر، وأن يكون هناك، مثلاً مراسم مؤجرة لوقت محدد على سبيل المثال- إن كان هناك فنان يحضر لمعرض وليس لديه مكان باستطاعته أن يستأجره لمدة محددة ريثما ينتهي من عمله..وحول المقترحات يجيب فرزات: هناك مشاريع فنية كثيرة، منها موسيقية ومسرحية أيضاً يجب الاهتمام بها ولا يقتصر نشاطها وقت المعرض فقط، كما اقترح أيضاً تسمية بعض الصالات التي تهتم بالفن بأسماء الفنانين الشهداء، كالمسرحي زكي كورديللو، والمخرج باسل شحادة، ورسام الكاريكاتير أكرم رسلان، والنحات وائل قسطون وآخرون.. هذا يضيف لذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة للتعرف على أبطال ثورتنا من فنانينا الذين قدموا أرواحهم في سبيل الثورة لتكون هذه الثورة مدرسة حقيقية.

عقول ورؤس

الأصداء كانت واضحة، المعرض اعتُبر رسالة اقتصادية قبل أن يكون ثقافية، هو إعلان أن سوريا تدخل مرحلة التعافي المبكر وتسعى لاستعادة موقعها الطبيعي كسوق واعدة في المنطقة، أصداؤه في باريس تحديداً أعاد وضع الملف السوري في سياق الانفتاح الاقتصادي، لا مجرد نقاش سياسي أو أمني.. هكذا يحب أن يعبر المحامي فراس حاج يحيى في حديثه مع صحيفة الثورة عن أصداء معرض دمشق الدولي.

وحول متابعة المثقفين أجواء المعرض عبر السوشيال ميديا يجب يحيى: بالتأكيد، المثقفون ومعظم السوريين تابعوا التغطيات، لكن اللافت أن رجال الأعمال السوريين في أوروبا أيضاً أبدوا اهتماماً متزايداً ،هذا الاهتمام الرقمي يعني أن المعرض لم يكن مجرد فعالية داخلية بل أداة تواصل خارجي فعّالة تستقطب عقول ورؤوس أموال تنتظر المناخ المناسب للدخول إلى سوريا.

وحول الإيجابيات والسلبيات والمقترحات يقول يحيى: تنوع المشاركات، الحضور الشعبي، وطرح سوريا كبيئة استثمارية ممكنة رغم التحديات، هذه هي الايجابيات بالنسبة ليحيى.. أما السلبيات: محدودية المواد الترويجية الاقتصادية الموجهة للشركات الأوروبية، وضعف إبراز فرص الاستثمار المبكر في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، الزراعة، وإعادة الإعمار.

المطلوب في الدورات القادمة هو الانتقال من مجرد عرض الهوية الثقافية إلى بناء شراكات اقتصادية فعلية، عبر إعداد ملفات استثمارية جاهزة للشركات الأوروبية، وتعزيز التواصل مع غرف التجارة في باريس وبروكسل وبرلين، ودعوة الجالية السورية في أوروبا للمشاركة كشريك اقتصادي لا مجرد جمهور، والترويج للمعرض باعتباره منصة لدعم التعافي المبكر في سوريا وجسراً لعودة الشركات السورية والأوروبية معاً إلى السوق السورية.

رسالة قوية

لقي المعرض صدى إيجابياً واسعاً في الأوساط الثقافية والإعلامية في باريس، إذ اعتبره الكثيرون رسالة قوية تؤكد عودة الحياة الطبيعية إلى سوريا، وتجسيداً لإرادة الصمود وإعادة البناء، كما رأى فيه البعض فرصة لإعادة مدّ الجسور الدولية عبر الثقافة والفن والاقتصاد.. بهذه الكلمات تعبر الدكتورة هنادي قوقو في حديثها عن أصداء المعرض في باريس.

وحول متابعة المثقّفين المعرض، تجيب قوقو: تابع العديد من المثقفين والمهتمين أجواء المعرض من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعلوا مع الصور والفيديوهات المنشورة، وقد عبّروا عن إعجابهم بحيوية الفعاليات، وحرصوا على إعادة نشر محتوياتها، مما ساهم في تعزيز صورة سوريا الثقافية على أكثر من صعيد.

من أبرز الملاحظات الإيجابية التي سجّلها المثقفون: غنى المعروضات وتنوع المشاركات بين فنية واقتصادية، إضافة إلى الإقبال الجماهيري الكبير الذي أعطى للمعرض بُعداً اجتماعياً.. هذه كان الإيجابيات، ماذا عن السلبيات.. على صعيد الملاحظات السلبية، فقد أشار بعضهم إلى ضرورة تحسين آليات التنظيم وتطوير استراتيجيات الترويج الخارجي، ودعوة عدد أكبر من الدول لتكون أكثر فاعلية وانتشاراً.

كان من أبرز المقترحات كما تراها قوقو، التركيز على بناء شراكات أوسع مع المؤسسات الثقافية والفنية العالمية، وتوسيع نطاق الحضور الإعلامي الدولي، فضلاً عن إعطاء مساحة أكبر للشباب والمبدعين السوريين لعرض أعمالهم.

كما طُرح اقتراح بزيادة الانفتاح على الفنون الرقمية والابتكارات الحديثة لتواكب سوريا روح العصر وتستعيد مكانتها الثقافية الرائدة.

عودة الروح

عاد معرض دمشق الدولي بعد التحرير وأرتدى ثوبه المتألق واستعاد سمعته العربية والدولية بعد سنوات عجاف من الإهمال وعدم الاكتراث.. لقد سمع السوريون في المهجر وخاصة في فرنسا عن الأنباء المفرحة لعودة هذه التظاهرة الفكرية والثقافية والاقتصادية بثوبها المحلي والعربي والعالمي.بالكلمات السابقة يبدأ الدكتور علي الشيخ حديثه عن أصداء معرض دمشق في باريس، ويتابع: كانت سعادتهم كبيرة جداً وهم يرون عودة الروح إلى عاصمتهم الفيحاء، وتمنوا جميعاً لو كانوا حاضرين شخصياً عند افتتاحه ليكونوا شهود حق وخير على النجاح الذي أعاد لهم الأمل والثقة بوطن عزيز منفتح على العالم.

ويتابع الشيخ حديثه: لقد تابعت الجالية السورية في فرنسا وبشغف على وسائل التواصل الاجتماعي حفل الافتتاح والفعاليات المختلفة لهذه التظاهرة الجميلة التي يعتبرونها نافذة على العالم والتي تعزز أواصر الارتباط بالوطن، وكانت تمنياتهم أن تكون التغطية الإعلامية أكبر وأن تكون الشركات المشاركة أكثر عدداً وتنوعاً.

آخر الأخبار
الأمن الداخلي بريف دمشق يحبط عملية تهريب أسلحة إلى مناطق “قسد” الداخلية ترحب بتقرير "العفو" الدولية حول الأحداث في السويداء بينهم "المخلوع".. فرنسا تصدر 7 مذكرات توقيف ضد مسؤولين من النظام البائد مدخل دمشق الشمالي.. أرصفة جديدة وتنظيم مروري لتحسين الانسيابية محافظة دمشق: معالجة الانحدارات وتعزيز السلامة الانشائية في "مزة 86" بعد ترميمه بحجر اللبون.. عودة المشاة إلى شارع الأمين أردوغان: لن نترك سوريا وحدها وسنقف إلى جانبها دائماً سوق البيع في المعرض..إقبال على الغذائيات والشركات الصاعدة نحو الواجهة "غلوبال بيس ميشن" الماليزية..من الإغاثة الطارئة إلى دعم التنمية المستدامة في سوريا وزير المالية: خطوات جديدة لتحسين صرف رواتب المتقاعدين "الذرية" تعثر على آثار يورانيوم في موقع بدير الزور وتؤكد تعاون دمشق الجوز في طرطوس.. بين مشقّة الجني وغلاء الأسعار هل تقدم قمة "شنغهاي" نموذجاً جديداً للعلاقات الدولية محوره الصين؟ تحسين التغذية الكهربائية في دوما سوريا وإيطاليا.. تعزيز مسار العلاقات والتواصل لخدمة المصالح المشتركة تخفيضات تصل إلى 40بالمئة.. إقبال كبير على بازار "عودة المدارس" في طرطوس مركز البوابية الصحي.. خطوة تعزز خط المناعة الأول في الريف الجنوبي لحلب خطة لزيادة أقساط التأمين 18 مرة خلال عشر سنوات  "لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث"..  هل يحمي القانون الدولي الإعلاميين؟  المصحف الشريف الأكبر في العالم خُطَّ بدمشق..جناح وزارة الأوقاف.. ضيافة ماء زمزم