الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
أكد مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس على أهمية ما تقدمه الدراسات والأبحاث العلمية من خلال التعليم الطبي المستمر الذي تنتهجه المستشفى من خلال جميع الأقسام والشعب الطبية، ويعمل عليه جميع الكوادر الطبية لتقديم الفائدة العلمية والطبية للمساهمة في تشخيص الأمراض وتقديم العلاج المناسب لها، فصحة الأجسام تبدأ من التعلم والإجراءات الطبية العلمية الصحيحة.
وفي إطار ذلك قدمت رئيس شعبة أمراض المفاصل في المستشفى الدكتورة وداد عاجي محاضرة عن متلازمة جوغرن، بينت من خلالها أنه داء يصيب النساء أكثر من الذكور، موضحة أنه مرض التهابي جهازي مناعي يتميز بارتشاح لمفاوي الغدد خارجية الإفراز ما يؤدي لجفاف الأغشية المخاطية (فم، عين، مهبل)، حيث يصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة 9/1 بالعقدين الرابع والخامس، ونسبة حدوثه 0.1-3% من الناس.
وأوضحت أن أشكال المرض تكون على منحيين بدئي تقتصر الإصابة غالباً على الغدد اللعابية والدمعية، وثانوي: مرافق عرض آخر من أعراض النسيج الضام كـالذئبة الحمامية، الروماتوير.
ومن حيث تشخيص المرض لفتت أنه من خلال وجود جفاف بالعين، والفم مع ارتفاع أضاد SS-A , SS-B أو الخزعة المؤكدة للتشخيص (في باطن الشفة السفلى)، وتتمثل الأعراض السريرية بنقص إفراز الدمع : حرقة في العين شعور برمل بالعين رهاب الضوء، ونقص إفراز اللعاب: عسرة بلع نخور سنية، وتضخم الغدة النكفية: (أكبر غدة لعابة بالجسم) والغدد اللعابية الأخرى.
إضافة إلى تعب وحرارة خفيفة، آلام عضلية والتهاب مفاصل مزمن دون تآكلات، ظاهرة رينو شائعة جداً بداء جوغرن، وقد يحدث التهاب أوعية صغيرة ومتوسطة وتؤدي لإصابات جلدية وعصبية وكلوية، كما تزداد نسبة حدوث اللمفوما، (داء والد نستروم)، وقد ترافق متلازمة جوغرن مع التشمع الصفراوي البدئي والحماض الأنبوبي الكلوي البعيد – التهاب الدرق.
وفي الاستقصاء اللازمة لتشخيص المرض أوضحت أن الإجراءات التشخيصية من خلال اختبار شيرمر لتقييم إفراز الدمع، واختبار دراسة جريان اللعاب، وتجري القرحات القرنية بصبغة الفلورسيئين والروز بنغال خزعة الغدد اللعابية تؤخذ من باطن الشفة السفلى ولا تؤخذ من النكفة لمنع تشكل النواسير، أو إصابة العصب السابع الوجهي.
كما أنه من خلال الفحوص المخبرية يتبين فقر دم انحلالي، وارتفاع سرعة تثفل، العامل الرثياني ايجابي، إيجابية أضداد SS-A و SS-B (نوعية).
أما عن علاج العلاج داء متلازمة جوغرن فيتم من خلال معالجة جفاف العين بالدمع الاصطناعي مع تجنب التعرض للهواء الجاف والغبار وتجنب التدخين قطرة السيكوسيورين الموضعي 0.05 %، واستخدام السدادات الدمعية المؤقتة والدائمة خروج الدمع بالأقنية الأنفية الدمعية.
كما تتم معالجة جفاف الفم بتحريض جريان اللعاب باستخدام اللبان خالي السكر، واستخدام محرضات مستقبلات الأستيل كولين حيث تحرض افراز وجريان اللعاب مثل البيلوكاربين، ومعالجة الأعراض الجهازية بواسطة الهيدروكسين ، كلوروكين.
وفي حالة التظاهرات الشديدة يتم استخدام الستروئيدات ومثبطات المناعة وقد نحتاج الأمينوغلوبولين الوريدي، واستخدام العلاج البيولوجي في متلازمة جوغرن البدئية Rituximab أبدى تحسن بأعراض التعب والجفاف وفاعلية المرض.