هشام اللحام:
أصبح تغيير مدربي كرة القدم في الدوري الممتاز لكرة القدم ظاهرة بدأت منذ سنوات، لينعكس هذا على أحوال الأندية مادياً بالدرجة الأولى وعلى مستوى الدوري فنياً والذي تراجع كثيراً، فانعكس ذلك على المنتخبات التي صار خروجها من المنافسات الخارجية التي تدخلها أمراً معتاداً دون أن تهتز شعرة لأولي الأمر.
غير مقنع
وإذا نظرنا إلى تغيير المدربين كمجرد ظاهرة فإن التحليل العلمي لها هو ضعف إدارات الأندية وجهلها وتناقضها، ولكن هل هذا التغيير مجرد ظاهرة أم بات عملية تجارية يستفيد منها الأطراف المعنيون ونقصد كل من له علاقة بالعقود والتوقيع عليها بالإضافة إلى السماسرة والعرابين، وهنا تخرج الرياضة والصفقات عن هدف التطوير وتحسين النتائج الذي يبدو أنه لم يعد مهماً لأحد، بل الحسابات تكون عن مدى الفائدة من كل تغيير وكل صفقة طالما أن العمولات كبيرة!
مما يتم تداوله حالياً أنه كلما تمت إقالة أو استقالة مدرب في الأندية فإن العقود الجديدة وهي ذات أرقام خيالية وأكبر بكثير مما هو مستحق تأتي بمزيد من الربح لمن يوقع إذا لم يكن التغيير مقنعاً، ومن يوقع على هذه العقود الفلكية دون حسيب أو رقيب يدرك تماماً أنه كلما ارتفعت قيمة العقود كلما ازدادت أرباحهم..نعم هي تجارة بالأندية وفي الأندية ولا أحد يسأل!
وبالمناسبة بلغ عدد التغييرات التي وقعت هذا الموسم أكثر من اثنين وثلاثين تغييراً ما بين إقالة أو استقالة، وهناك مدربون تنقلوا بين عدة أندية.
أندية وأسماء محددة
ويضرب المتحدثون في هذه الظاهرة المريبة والمصطنعة أمثلة يذكرون فيها أندية محددة ومدربين محددين، دون أن يأبه أحد لأحوال الأندية التي تعاني مادياً وقد أُغرقت بالديون من وراء هذه الصفقات المشبوهة، ودون أن يهتم أحد للتراجع المخيف على الصعيد الفني بسبب عدم الاستقرار والفوضى، لتظهر النتيجة أولاً في صورة دوري ضعيف جداً، ومن ثم مع المنتخبات التي يفتقد عناصرها لكثير من المقومات الفنية على الصعيدين الفردي والجماعي.
والملفت أنه مع فقر الأندية وديونها وبدلاً من العمل بمقولة (على قدّ لحافك مدّ رجليك)، ورغم غرق الأندية بالديون وعجز بعضها عن سداد رواتب اللاعبين والمدربين، هناك من يهرع لإبرام صفقات جديدة بمبالغ خيالية تغرق الأندية أكثر فأكثر، دون أي إحساس بالمسؤولية وخاصة مع غياب المحاسبة والمساءلة ولتصبح الأندية عاجزة ولسنوات طويلة ما قد يعرضها لعقوبات في المستقبل, والملفت أكثر أنه ورغم العجز المادي هناك عقود مع محترفين أجانب وبالدولار رغم أن هؤلاء المحترفين (السمر) لا يتميزون عن لاعبينا بل ربما كانوا دونهم في المستوى!، فما هو تفسير هذا الأمر الغريب والعجيب؟!
باختصار نقول إن ما يحدث غير طبيعي وغير عادي، فهذه عملية تدمير وتخريب للأندية أبطالها تجار الرياضة مدّعي المثالية والمحبة والإخلاص.