الروائي جيمس إيلروي يفضح الـرعب الأميركـي

الملحق الثقافي- مها محفوض محمد:
تمارس واشنطن عدوانها على العالم كله، وحتى الداخل الأميركي لايخلو منه، ومن يظن أنها واهبة للحرية واهم جداً، تمارس سياسة التسلط والقمع على الجميع دون استثناء، وقد دفع الكثير من المبدعين ثمن مواقفهم الفاضحة للعدوان، منهم أرنست همنغواي وميللر، ويستمر بعض الأدباء الأميركيين في فضح الإرهاب الأميركي ومنهم جيمس إيلروي الذي يكتب الناقد المصري أحمد إبراهيم الشريف في اليوم السابع المصرية قائلا :
صدرت رواية الخصوصية للكاتب جيمس إيلروى فى عام 1990 وحققت نجاحاً واضحاً وتم اختيارها في قوائم أفضل 100 رواية عالمية ظهرت حتى نهاية القرن العشرين.


وتدور الرواية حول مجموعة من ضباط لوس أنجلوس فى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي تورطوا فى مزيج من الجنس والفساد والقتل.
وتشتمل القصة فى نهاية المطاف فكرة عن الجريمة المنظمة والفساد السياسى وتجار المخدرات والدعارة والعنصرية المؤسسية. وتحولت الرواية إلى فيلم أميركي بطولة النجم راسل كرو أنتج فى عام 1997.
وجيمس إيلروى كاتب أميركي من مواليد العام 1948 فى لوس أنجلس، يقول عن نفسه إنه «محافظ ورجعي»، ومع ذلك وجدت رواياته حضوراً كبيراً، إذ يعتبر واحداً من أهم كتاب جيله.
تعالج رواياته، التى تقترب من الأجواء البوليسية، أميركا «المجرمة»، وبقصد بذلك أنها تقدم صورة سوداء عما يجرى هناك من فساد ورشى وقتل وما إلى هناك من أمور والعديد من رواياته اقتبست وتحولت إلى أفلام السينما.
من أشهر أعماله رباعيته عن مدينة لوس أنجلس، وثلاثيته عن «أميركا الجحيم»، وبدون شك، سيرته الذاتية «حصتى من الظلام» التى يتحدث فيها عن مقتل أمه فى جريمة مروعة هزت الولايات المتحدة.
ومن على مسرح الرونبوان في باريس كان قد ظهر الكاتب الأميركي العملاق جيمس إيلروي الشهير بالروايات البوليسية ليعلن أنه عكف على كتابة تاريخ أميركا في القرن العشرين من خلال كتابة الرواية.
وأوضح حينها أن هذا المشروع جاء من هوسه بالعلاقة بين القوة والسلطة وأنه سيكتب عن أشخاص عاديين عاشوا حوادث مذهلة أدهشت العالم وقال: سوف يحاول أن تتجاوز رواياته مسألة التحقيقات البسيطة في جرائم كبرى واصفاً هذا العمل بأنه تحد وقد قبل التحدي.
في طليعة مشروعه تأتي ثلاثية (العالم السفلي، USA) حول أميركا بين سنوات 1958- 1972 وعنها يقول: أردت أن أعرّي العلاقة الوثيقة بين الجريمة والسياسة ومن خلالها نريد أن نعرف من المجرمون الحقيقيون في القرن العشرين.
لقد تطلب هذا المشروع الضخم الكثير من الوقت وتجاوز الزمن المفترض لإنجازه.. فقد أمضى الكاتب أربعة عشر عاماً لإنهاء ثلاثية تقارب ألفي صفحة يتناول فيها الفترات الرئاسية لكل من كنيدي وجونسون ونيكسون وأحداث فيتنام وكوبا وثلاثة اغتيالات لشخصيات تبدأ أسماؤهم بحرف K وهم جون كنيدي وروبرت كنيدي ومارتن لوثر كينغ، كما تناول الجنون المتعاظم لشخصيات دلّ عليها بحرف H ويقصد بذلك هوارد هوغ المنتج الملياردير وإدغار هوفر رئيس جهاز FBI الشهير وكما في روايته السابقة يصف إيلروي أميركا التي تنخرها المؤمرات والفساد والحقد العرقي مؤكداً أن أميركا لن تكون يوماً بريئة ويقدم براهين في الرواية منها مشهد يتكرر عدة مرات عن ثلاثة رجال خطيرين يقفزون كالضفادع لحساب قادة المافيا أمثال هوارد هوغ وإدغار هوفر وعنه يقول:
بعد أن أبعدوا الأخوين كنيدي كان للرجلين اللذين لا يعرفان الرحمة هدف مشترك هو إنجاح الجمهوري ريتشارد نيكسون في الانتخابات وتخريب الحملة الانتخابية على المرشح الديمقراطي آنذاك هامفري وبعدها يغمض عينيه نيكسون لحساب العرابين وخاصة أمام عمليات تبييض الأموال المتسخة، ثم يبدأ بتسهيل تشييد الكازينوهات في جمهورية الدومينيكان، حيث تصبح كوبا منطقة خطيرة في عهد باتيستا.
أما كاسترو فكان شخصية لابد من اغتيالها، لأن ألد أعداء الرجل القوي هوفر هم »الحمر« ويقصد بهم الشيوعيين، كما وضع هدفاً آخر له: القضاء على الحركات السوداء المطالبة بالحقوق المدنية محاولاً الإيقاع بينهم.
وفي «وكر الأفاعي» هذا كان هناك نساء يلعبن أدواراً أساسية ومنهن من ادعين الانتماء إلى الحركات الشيوعية كما اتهمت البعض منهن بالاختلاس والجريمة.
وهذه الانطلاقة الجديدة للكاتب جاءت بعد طلاقه الأخير حيث كان التقى بامرأتين على التتالي أحبهما وكان يحلم بالزواج منهما لكنه فشل وبدل أن يحبطه الفشل حدث العكس وكان الدافع إلى العمل قوياً وأدخل قصص عشقه الفاشلة إلى حبكات رواياته مبدعاً شخصيات نسائية رائعة تتناقض مع تداعي هوارد هوغ الذي غرق في الفساد والانهيار وأدغار هوفر المصاب بالهذيان والوسواس الدائم من نيكسون الذي لا يقل عنه هذياناً بأنه يلاحقه ليقتله.
على مدى 800 صفحة من التعقيد والجنون نجح إيلروي بإنجاز ما أراد وهو عدم تشتيت القارئ أو حمله على الملل والضياع.
وقد يكون لأسلوبه إيقاع جهنمي عبر الجمل القصيرة والصور التي تصدم والتلاعب والدمج بين اللغات العامية والعرقية التي كانت غالبة في تلك الحقبة، واستطاع إيلروي أن يصدم القارئ ويزعجه لأنه كتب بلغة المؤرخ.. ولا يمكن أن نتصور أن روائياً فرنسياً يتجرأ على فعل ذلك مع حرب الجزائر مثلاً.. وهذا يدعو إلى الحيرة والرعب أحياناً من قوة الكاتب الذي يخرج القارئ من هذه المغامرة منهكاً مذهولاً من شر لا يمكن احتماله وببساطة فقد أنجز مغامرة أدبية ممزوجة بالشر محطماً بذلك المثيولوجيا الأميركية.
جيمس إيلروي
بطاقة
ولد جيمس إيلروي عام 1948 في لوس أنجلوس
1958 قتلت والدته بحادث اغتيال
أول رواية له عام 1981 (برونس ريكيوم)
1987 نشر أهم أعماله الدهليا السوداء التي تحولت إلى فيلم سينمائي.
     

العدد 1146 –  6-6-2023    

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها