الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بعد أن طرد جيش التحرير الشعبي الصيني السفن الحربية والطائرات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، قال البيت الأبيض في 5 حزيران الجاري: إن المواجهات الخطيرة الأخيرة بين القوات الأمريكية والصينية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي تعكس حدوث خطر كبير.
لا يمكن إخفاء إدعاءات واشنطن واتهاماتها ضد الصين التي لا أساس لها، حيث ألقت اللوم عليها، ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) والقوانين الصينية، تنقسم مياه مضيق تايوان، إلى عدة مناطق بما في ذلك المياه الداخلية والبحر الإقليمي والمنطقة المتاخمة، والمنطقة الاقتصادية الخالصة للصين وهي حقوق سيادية وسلطة قضائية على مضيق تايوان.
ومع ذلك، ادعى الجيش الأمريكي بشكل غير معقول أن الولايات المتحدة لم تشارك في أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية الخالصة، مؤكداً أن المناطق الواقعة خارج المياه الإقليمية هي مياه دولية، وزعمت أيضاً أنها تتمتع بما يسمى حق المرور.
لكن الجيش الأمريكي الذي يعطي لنفسه الصلاحية لنفسه باستخدام القوة والتباهي بها ضد من يعارض وجوده غير الشرعي، ويعتبر ذلك أمراً مشروعاً، متجاهلاً الأضرار الناجمة عن ذلك، حيث أن تلك المياه والمجال الجوي هما على أعتاب الصين مباشرة، ولا شك أن الإجراءات الاستفزازية للجيش الأمريكي تضر بالأمن القومي للصين.
تعتمد واشنطن على هيمنتها العسكرية والسياسية في تشويه الحقائق، وهو ما نراه كثيراُ في جميع أنحاء العالم، والآن، تركز الولايات المتحدة في استهدافها الدعائي ضد الصين باعتبارها الساحة الأكثر استهدافاً أميركياً.
عندما واجه جيش التحرير الشعبي الصيني استفزازات الجيش الأمريكي، رد باستراتيجية صارمة وحازمة، مما أظهر قدراته المهنية الاستثنائية، وأظهرت براعته وتقدمه العسكري، حيث حافظ الجيش الصيني على سلوك مهني وعقلاني وقوي ومنضبط، ومما لا شك أن هذا الأمر يتوسع ليشمل استراتيجية الصين في البحر والجو أيضاً.
في الوقت الحالي، هناك حالة من الجمود بين الصين والولايات المتحدة لأن كلا البلدين غير مستعدين للانخراط في صراع عسكري، ولكنهما أيضاً غير راغبين في التراجع، لذلك اتخذت حالة الجمود مساراً واضحاً بين البلدينً.
إن الولايات المتحدة، التي اعتادت على تنمرها، تشعر بعدم الارتياح في مواجهة الصين القوية والتي تقاوم استفزازاتها بقوة، وهذه المقاومة غيّرت تدريجياً الأجواء الإقليمية، وزادت من الضغط النفسي على الجيش الأمريكي، ولا تزال مصممة على الدفاع عن امتيازات الهيمنة السابقة، بينما الصين مصممة على حشد قوتها والحفاظ على أمنها، وتهدف تصرفات جيشها جيش التحرير الشعبي إلى مواجهة زيادة مخاطر العمليات العسكرية الأمريكية حول الصين، وبالتالي تقويض ثقة الولايات المتحدة وجعل احتواء الصين أكثر تكلفة وصعوبة بالنسبة للولايات المتحدة.
نتيجة لهذه المقاومة، أصبح الجيش الأمريكي يدرك بشكل متزايد الصعوبات التي ينطوي عليه القيام بالأنشطة العسكرية قرب الصين.
وعلى الرغم من ذلك، قد تستمر المواجهات بين الطرفين، لكن أميركا أصبحت أكثر وعياً بالتزام الصين الثابت بالدفاع عن مصالحها الأساسية، وهذا يدفعها إلى إعادة تقييم توقعاتها حول النتيجة المحتملة للصراع العسكري بين الجانبين.
لدى الصين القدرة على هزيمة الجيش الأمريكي الغازي في مياهها القريبة، فالصراع العسكري مع الصين في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر مدمرة للولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك، وطالما أن مخاطر الاستفزازات الأمريكية حول الصين تزداد، فسوف تشعر الولايات المتحدة بقدر كبير من عدم اليقين، وإذا تجاوزت حدودها، فقد تقع في مأزق، وهذه الاستراتيجية لا تجعل الجيش الأمريكي يشعر بالارتباك فحسب، بل إن الصين ستكسب الوقت والمكان من أجل التنمية المستدامة لها.
المصدر – غلوبال تايمز