الثورة – متابعة وفاء فرج:
أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري خلال انعقاد أعمال الدورة 111 لمؤتمر العمل الدولي في يومها الثالث على ضرورة إيجاد آلية لمعالجة الواقع المرير للعمال في الأراضي العربية المحتلة والجولان السوري المحتل الناتج عن الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وحرمانهم من جميع الحقوق التي كفلتها المعايير والاتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية، وضرورة عقد جلسة خاصة لمناقشة تلك الانتهاكات، واتخاذ الإجراء المناسب لتغييرها والحد منها.
وأشار إلى أن سورية استطاعت بقيادتها وشعبها الانتصار على الحرب الإرهابية التي استهدفت الشعب السوري في لقمة عيشه من خلال سرقة موارده ومقدراته من قبل قوات احتلال لا تزال جاثمة على أجزاء من بلادنا، إضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، وقال: إن “معاناة السوريين زادت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب بعض المحافظات السورية في شهر شباط الماضي، ما أدى إلى وفاة المئات وجرح الآلاف وتهدم في البنية التحتية لعشرات الآلاف من المنازل وغيرها”.
وشدد القادري على أهمية تعزيز دور منظمة العمل الدولية وتعميق انخراطها في الاستجابة والمساهمة في تقديم برامج تتضمن مختلف أنواع المساعدات لأطراف الإنتاج الثلاثة في سورية لمساعدتها على التعافي من تبعات الزلزال، والعمل على رفع الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضت بشكل غير شرعي على الشعب السوري من قبل الدول والأنظمة التي هي بالأساس داعمة وممولة للإرهاب.
وبين في كلمته أن جهود إعادة الإعمار تتطلب جهوداً دولية لمساعدة الشعب السوري للوقوف من جديد وتهيئة بيئة مستقرة لإعادة الإعمار والاستثمار بعيداً عن عصا العقوبات والتهديد بفرضها، والسعي لوقف وإدانة سياسات الحصار والإجراءات القسرية أحادية الجانب اللاشرعية لأن استمرارها يشكل سبباً جوهرياً لاستمرار معاناة السوريين جميعاً الذين هم داخل وخارج سورية.
ورأى ضرورة أن تحافظ منظمة العمل الدولية على دورها الرائد في تنظيم عالم العمل بما لها من خصوصية، سواء لجهة تمثيلها الثلاثي الأطراف أو لجهة تبنيها للحوار الاجتماعي بين أطراف عملية الإنتاج منطلقاً لتحقيق أهدافها، وضرورة تجنيب المنظمة الوقوع في فخ التسييس وانتهاج أساليب زاجرة غير مستحبة في مواجهة حالات بعض الدول، آملاً للمؤتمر النجاح في أعماله والتوصل إلى قرارات وتوجهات تخدم رسالة المنظمة.
المصري: العقوبات الجائرة أثرت سلباً على صناعتنا..
من جهته رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها غزوان المصري قال لصحيفة الثورة عبر “التلغرام” إنه طالب منظمة العمل الدولية بتقديم الدعم وتأمين المساعدات لمتضرري الزلزال وفعل كل ما يلزم لرفع الحصار الجائر عن الشعب السوري، وشكر المنظمة على سرعة تجاوبها ومساهمتها الخيرة لمساعدة المنكوبين بالزلزال الكارثي في سورية في شباط 2023 والذي نتج عنه الآلاف من الضحايا والمصابين والجرحى وخراب الآلاف من المنازل، ما أدى لتشريد الآلاف من العائلات وضياع فرص عملهم وفقدوا مصدر دخلهم بتدمير معاملهم.
وأضاف بأنه أوضح في كلمته أمام المؤتمر أن ما قامت به الحكومة السورية من جهود في إعداد برامج تشغيل طارئ للمساعدة في استعادة سبل العيش لمتضرري الزلزال وتجميع الجهود لإعادة تأهيل البنى التحتية المدمرة آملاً من منظمة العمل الدولية تقديم الدعم وتأمين المساعدات لمتضرري الزلزال نظراً للحاجة الماسة إليها ولمواجهة الصعوبات الكبيرة التي تواجه سورية في تأمين مستلزمات الصناعة واستمرار عجلة الإنتاج فيها.
وأشار إلى ما تعرضت له سورية من الإرهاب وتداعياته والتدمير الممنهج للمقدرات الاقتصادية والثروة القومية والحصار والعقوبات الجائرة الأحادية الجانب التي فرضت على سورية ما أثر ذلك سلباً على صناعتنا الوطنية وهجرة اليد العاملة التي تراكمت خبراتها في كامل مجالات الصناعة عبر مئات السنين وأدى إلى انخفاض القدرة التنافسية للصناعة.
وأكد حرص سورية على متابعة الصناعة الوطنية وعلى التزام أطراف الإنتاج الثلاثة مع كافة ملاحظات لجان تطبيق معايير العمل العربية والدولية كما تحرص على الإيفاء بالتزاماتها الدستورية تجاه منظمة العمل الدولية، مشيداً بالدعم المستمر للمنظمة والجهود المبذولة مع الحكومة السورية آملاً زيادة المساعدات في افتتاح مراكز تدريب وتأهيل الكوادر الفنية.
وأضاف إن الوضع الاقتصادي المستجد الذي يمر به العالم أصبح يفرض ضرورة معالجة قضايا التنمية وقضايا العمل واليد العاملة وقدراتها والبطالة بمختلف أبعادها، والعمل على تحسين بيئة العمل ورفع مستوى معيشة العمال لمواجهة التحديات الاقتصادية والمنافسة الشديدة في سوق العمل لتحقيق ضمان استقرار أسواق العمل في الوطن العربي.