رفاه الدروبي:
أربعة عقود من الخبرة والتجارب والعمل الدؤوب، حفر اسمه بقوة بين النحاتين من خلال أعمال فنية يقف أمامها المتلقي باقتدار، إنّه النحات أكثم عبد الحميد الذي شارك في معرض النحت السوري الثاني في صالة البيت الأزرق بعمل نحتي من البازلت. وفي تصريح لصحيفة الثورة أشار إلى أنَ فكرة العمل تتلخَّص بالإنسان الحالم، هو يريد الخروج من مشاكله وهمومه في لحظة صفاء، بينما يقف مع ذاته في حالة تأمُّل لينظر إليها، ثم يرجع إلى الوراء بذكرياته ويُفكِّر في مستقبله مُتسائلاً: إلى أيَّ نقطة سيصل مع إحداث فراغات تشكيلية تحرُّر العمل مع ركون بشكل عام، مُبيِّناً أنَّ النحت موجود دائماً بالمخزون الفكري، ويختلف عن الرسم، ولا بدَّ أن يكون عملاً فنياً منتهياً في الفكر، ولا يمكن إنجاز المنحوتة بشكل عبثي وإلا سيقع منجزها في مشاكل ويتوجَّب عليه تحريرها تشكيلياً والنزول إلى العمق أثناء العمل مع ضربة إزميله أو صاروخه خوفاً من الوقوع بالخطأ.
وأشار إلى إصابته بالحيرة لدى إمعانه النظر إلى حجر البازلت الساحر بعد الانتهاء من العمل به وخلال إظهار نعومة ملمسه «السنفرة» يبدو بلون رمادي كالإسمنت تماماً مع نار قوية، ما جعله يقضى وقتاً طويلاً «بالسنفرة» لإخراج المعادن منه، مؤكداً أنَ أغلب أعماله النحتية السابقة في الملتقيات النحتية كانت تتركز على «البرونز» لحاجته إلى أماكن فسيحة كي لا يُسبِّب إزعاجاً للواقع المحيط.
ورأى أنَّ المعرض يُظهر قيمة المواد ويصبح بلون واحد لخامات متعددة التخصصية، ولا يمكن رؤيته إلا بمعرض سنوي عندما كان النحت مفصولاً عن التصوير ولكن كرَّسته صالة البيت الأزرق في الوقت الراهن.

السابق