الثورة – ترجمة رشا غانم:
ما كان يخشاه العالم طوال الوقت حدث أخيراً، فقد بدأت اليابان تجربة إلقاء المياه الملوثة نووياً من مفاعلها النووي البائد في فوكوشيما في المحيط الهادئ، حيث ذكرت تقارير إعلامية محلية – في وقت سابق – بأنّ البنية التحتية لنقل المياه من المفاعل المتضرر سيتم طرحها في مكانها خلال الفترة من 4 إلى 10 حزيران الجاري.
تراوحت الخيارات البديلة المتاحة للتعامل مع المياه الملوثة نووياً في فوكوشيما، من حفر حفرة لتخزينها ثم تحويلها إلى نفايات صلبة لدفنها، وعلى أيّ حال، اختارت الحكومة اليابانية وشركة طوكيو للطاقة الكهربائية أرخص خيار متاح، ألا وهو نقلها إلى المحيط، على الرغم من أن هذا يشكل أكبر تهديد لصحة الناس، فقد حذّر الخبراء من أن إلقاء المياه سيلوث نصف المحيط الهادئ في غضون 57 يوماً وسينتشر حول العالم في غضون 10 سنوات.
ربما تكون الحكومة اليابانية قد وفرت بعض الأموال في هذه العملية، لكن مصداقيتها تعيش في حالة يرثى لها، ناهيك عن أنّ مجتمع الصيد في البلاد سيتحمل الخسائر، كما سيواجه المستهلكون العالميون مخاطر صحية، فلا تؤدي الحسابات الأنانية إلا إلى نتائج خاسرة حتماً، وهذا هو الحال مع التخلص من مياه فوكوشيما أيضاً.
هذا ولن ننسى الضربة الكبرى التي تلقتها مصداقية الآخرين، حيث أيّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في وقت سابق جهود اليابان الشفافة فيما يتعلق بقرارها تصريف المياه الملوثة نووياً.
وفي أيار من هذا العام، وأثناء قيامه بجولة للترويج لكتابه، أعلن ويد أليسون الأستاذ الفخري للفيزياء والزميل في كلية كيبل بجامعة أكسفورد، بأنّه سيشرب 10 لترات من مياه فوكوشيما، مما أثار شكوك الناس حول كونه مدرجاً في كشوف المرتبات لدى الحكومة اليابانية.
وبدلاً من الإنفاق على جهود العلاقات العامة لتبييض خطتها للمياه الملوثة نووياً، لو أنّها استثمرت أموالها في معالجة المياه بشكل أفضل، كان من الممكن لها تجنب إثارة الجدل والخلافات حولها.
المصدر – تشاينا ديلي