الثورة – اللاذقية – ابتسام هيفا:
“الفنون عتبة لتجاوز الآلام” هو عنوان لملتقى جبلة للفنون التشكيلية الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة في مدرج جبلة الأثري، دعما لمتضرري الزلزال الذي وقع في المدينة في الـ 6 من شباط الماضي.
يشارك في الملتقى 17 فناناً تشكيلياً سيقدم كل منهم عملين يقوم بإنجازهما بشكل مباشر أمام الجمهور خلال فترة المعرض التي امتدت سبعة أيام.
مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة وسيم عبد الحميد بيَّن أن وجود الفنان بين الناس وهو ينجز عمله يساعده على التقاط الحالة التي يعيشها الناس مباشرة، وكان من الممكن أن يكون المكان وسط المدينة في ساحاتها، ولكن اختيار قلعة جبلة هذا المكان التاريخي جمع بين وجود الفنان وسط الناس وبين عودة الفنان إلى جذوره التاريخية، وبيَّن عبد الحميد أنه ستكون هناك معارض مماثلة في حلب وحماة وإدلب، المدن المتضررة من الزلزال، ثم سيقام معرض مركزي بدمشق للجميع يعود ريعه لمتضرري الزلزال.
مدير ثقافة اللاذقية أمجد صارم أشار إلى أن الملتقى مهم جداً ولاسيما أنه يقام في مَعلَم حضاري هو مدرج جبلة الأثري، ويجمع فناني المدينة الذين ينتمون لأكثر من مدرسة فنية، لافتاً إلى أن الدعوة كانت مفتوحة لجميع الفنانين، وقد لبى الدعوة الكثير من الهواة الشباب واليافعين ليستفيدوا من تجارب الفنانين الكبار.
وأكد الفنان التشكيلي بديع جحجاح مشاركته بالملتقى كفنان تشكيلي وابن المدينة بطبيعة الحال، لافتاً إلى أن الهدف من الملتقى هو دعم الفنانين في المحافظة الذين تأثروا على مختلف الأصعدة، وإلى الحالة الإبداعية في مكان مثل المدرج الأثري بكل معانيه ودلالاته في مدينة جبلة حتى تعود وتضيء من جديد بعد كارثة الزلزال.
وأضاف جحجاح: شاركت بلوحة عبارة عن مشهد الصيادين على جرف صخري ومركب غير مكتمل.. وتحكي هذه اللوحة عن الصبر عند أهل المدينة والأحلام التي تهدمت جراء الزلزال.
وأعرب الفنان التشكيلي أسعد سموقان عن أهمية المشاركة بمثل هذا الملتقى، حيث يقدم عملين يختلفان عن أعماله الماضية بالدلالات والأسلوب والرؤية، ورسم الأشياء مقلوبة والقمر مقلوباً أيضاً لأن الزلزال قلب الأشياء، وفق تعبيره، ولكن لابد من عودة الأشياء إلى طبيعتها والقمر إلى مكانه.
وأشارت الفنانة يسرى ديب إلى أهمية مشاركتها في الملتقى، حيث تقدم عملين عبَّرت من خلالهما عن جبلة بالمرأة الجميلة التي خرجت من الآلام وهي باقية كبقاء هذه القلعة الشامخة بعد الزلزال الكارثة.
الفنان التشكيلي عامر علي أوضح أن الملتقى هدفه الوقوف إلى جانب المدينة، جراء تبعات كارثة الزلزال.. وشارك بلوحتين اعتمد بهما ألوان البحر وسط جمهور ذواق ومتميز يتفاعل معهم في لحظة الإبداع.
الناقد سعد القاسم تحدث عن أهمية الملتقى كحالة اجتماعية راقية، وقيام الفنانين بدورهم في مواجهة كارثة وطنية وسط تفاعل الجمهور مع الفنانين، والجميع يحاور الفنانين ويسألون ويستمعون إلى الإجابات بإصغاء واهتمام مؤشر إيجابي ودليل على نجاح الفكرة، ويساهم بتكوين ثقافة فنية وتحسين علاقة الفن بالجمهور.
والفنانون المشاركون في الملتقى هم علي مقوص، بسام ناصر، باسل إبراهيم، رؤى حسن، بديع جحجاح، رنا عثمان، كائد حيدر، هيام سلمان،أسعد سموقان، عمار الشوا، رامي صابور، حسين صقور، عامر علي، عدوية ديوب، يعرب أحمد، علي نزيهة، وسيم عبد الحميد.
يختتم الملتقى مساء اليوم بحفل موسيقي على مدرج جبلة الأثري الساعة الثامنة مساء لفرقة وكورال معهد محمود العجان للموسيقا.