الثورة – منهل إبراهيم:
تزامنت تصريحات الخارجية الصينية الصارمة مع زيارة رأس الخارجية الأمريكية للعاصمة بكين في محاولة لإذابة الجليد الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والصين، حيث قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم بزيارة إلى الصين تستغرق يومين هي الأولى لدبلوماسي أمريكي رفيع منذ زيارة أجريت في تشرين الأول 2018.
وقال بلينكن إن زيارته يجب أن “تفتح خطوط اتصال مباشرة حتى يتمكن بلدانا من إدارة علاقتنا بمسؤولية، بما في ذلك من خلال معالجة بعض التحديات والتصورات والحسابات”، حسب وصفه.
ووصل بلينكن اليوم الأحد إلى بكين في زيارة تستغرق يومين تهدف إلى محاولة تخفيف التوترات الثنائية.
وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ الزيارة التي أجراها سلفه مايك بومبيو الذي انتهج لاحقاً استراتيجية مواجهة مع بكين في السنوات الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب.
وقبل مغادرته، قال بلينكن في واشنطن إن هذه الزيارة يجب أن “تفتح خطوط اتصال مباشرة حتى يتمكن بلدانا من إدارة علاقتنا بمسؤولية، بما في ذلك من خلال معالجة بعض التحديات والتصورات السيئة ومن أجل تجنب الحسابات الخاطئة”.
وأضاف أن “المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مستمرة لضمان عدم تحولها مواجهة أو نزاعا” لأن “العالم يتوقع تعاون الولايات المتحدة والصين”.
وقال داني راسل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن “زيارة بلينكن القصيرة لن تحل أيا من المشاكل الكبيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، لكن زيارته يمكن أن تعيد إحياء الحوار المباشر الذي تشتد الحاجة إليه وتبعث إشارة إلى أن البلدين ينتقلان من خطاب الغضب أمام وسائل الإعلام إلى محادثات أكثر رصانة خلف أبواب مغلقة”.
وتمثل تايوان أكثر ملف شائك بين الدولتين، إذ نفذت بكين مناورات عسكرية تاريخية حول الجزيرة في آب رداً على زيارة لتايوان أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكية آنذاك نانسي بيلوزي في إطار جولة آسيوية.
وقبل زيارة بلينكن قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين “يجب على الولايات المتحدة التخلي عن وهم التعامل مع الصين من موقع قوّة.. يجب على الصين والولايات المتحدة تطوير علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، واحترام خلافاتهما”.
وقد بدأ الوقت ينفد لأن العام المقبل هو الموعد النهائي لإجراء انتخابات في كل من الولايات المتحدة وتايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أ{اضيها في سياق مبدأ (الصين الواحدة).
وبالتزامن مع زيارة بلينكن أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، اليوم الأحد، أنه في حال اندلع صراع عسكري بين بكين وواشنطن، فستكون الاستفزازات الأمريكية هي السبب الرئيسي.
وقالت تشون ينغ، تعليقاً على مقال نشرته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، حول أنشطة استفزازية مزعومة يقوم بها الجيش الصيني، إنه في حال اندلع صراع عسكري بين الولايات المتحدة والصين، فسيكون سببه أنشطة الجيش الأمريكي بالقرب من الأراضي الصينية.
وأضافت هوا تشون ينغ عبر حسابها على موقع “تويتر”، أن “الصين تعتقد أن طياريها وقائدي سفنها الشجعان يمكنهم إبعاد القوات الأمريكية عن سواحلها بمناورات محفوفة بالمخاطر، لكن القوات الأمريكية لن يروق لها ما سيحدث إذا ذهبت بعيدا”.
وتابعت، قائلة: “بالنسبة للعديد من القراء الصينيين، يعتبر هذا المقال ابتزازا، وقد يحتاج المؤلف والمحرر إلى دروس في التاريخ والجغرافيا”.