الثورة – كتب المحرر السياسي:
رغم كل محطات الحوار والمفاوضات في أكثر من عاصمة لاحتواء الأزمة السودانية ونزع فتيل الحرب إلا أن صوت المدافع بقي الأعلى، ما خلَّف أزمة إنسانية كبرى نتيجة نزوح ولجوء الملايين داخل السودان وخارجها.
وحذَّرت أطراف عربية عدة من تدخل الغرب في الأحداث الجارية، وتدويل الأزمة لتحقق أهدافها الاستعمارية، وأهداف الكيان الإسرائيلي، واعتبر العديد من المراقبين أن واشنطن وتل أبيب ستحاولان تسييس المساعدات الإنسانية كما فعلت أميركا وحلفاؤها في سورية وغير دولة، فهل تدس الولايات المتحدة أنفها في المؤتمر الذي تستضيفه جنيف حول السودان لتمارس ذات الأدوار العدوانية التي مارستها من قبل في الأزمات السورية والعراقية والأفغانية وغيرها الكثير.
ففي جنيف السويسرية تترأس السعودية مؤتمراً دولياً في محاولة للتنسيق لإرسال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في السودان، التي تعيش منذ أكثر من شهرين حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ودخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ أمس الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل التزم خلالها الطرفان المتنازعان بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، وكان مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان ويليام كارتر أعلن أن أغلب المنظمات غير الحكومية لاتزال تنتظر تأشيرات الدخول لتقديم الغوث إلى السكان.
والأحد، دخلت حيز التنفيذ هدنة جديدة أبرمها الطرفان المتنازعان، والتزم الطرفان بوقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، وهي إحدى أفقر دول العالم، وعلى الرغم من توقف إطلاق النار الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل، لا تزال الأدوية والمواد الغذائية شحيحة.
كما كتب مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان ويليام كارتر عبر حسابه على موقع تويتر أنه “لم تُصدر تأشيرات دخول إلى السودان لغالبية المنظمات غير الحكومية الإنسانية في الشهرين الماضيين”.
وتابع “منذ بدء الصراع لا يزال هناك حوالي 100 طلب تأشيرة معلقة قُدمت من أكثر من 30 منظمة”.، مضيفاً “لدينا فريق مكون من 20 شخصاً في وضع الاستعداد لأكثر من شهر.. كنا نستطيع مساعدة 200 ألف نازح حتى الآن”.
وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى أن المؤتمر هدفه “إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.
وإلى جانب السعودية، تشارك في المؤتمر مصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفق ما أعلنت الرياض.
وفي بيان الاثنين، أكدت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة التنمية غير الحكومية بشرق أفريقيا (إيغاد)، على “الحاجة الماسة إلى هدنة إنسانية دائمة للسماح بوصول المساعدات إلى ملايين السودانيين المحتاجين”.
وأشارت الآلية إلى “استمرار تدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد.. مع دخول الصراع في السودان شهره الثالث”.
وتسبب النزاع منذ اندلاعه في 15 نيسان، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان وعددهم نحو 45 مليوناً، للمساعدة في بلد كان يُعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع.
وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها جمعت 16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.
وأشارت منظمة أطباء بلا حدود بفرنسا عبر حسابها على موقع تويتر إلى أنه الأسبوع الماضي “فرَّ نحو 6000 شخص من الجنينة للاحتماء في تشاد بالقرب من أدري”.
وأوضحت في بيان السبت الماضي أن “ما لا يقل عن 622 جريحاً” أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان “على مدى الأيام الثلاثة الماضية”.