الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
شيء ما عالق في الصدر
كلما مرت في كلّ تلك الحواري
بالكاد تتخلص منها
تبدو كصخرة
يختفي صوتها كلياً
بل وكأن جنازير صدئة
لفت رأسها مراراً
كلّ تلك الطرقات التي أودت بها يوماً
إلى ركن طمرت فيها
كل الخبايا التي لسعتها
تأبى التعاطف معها
كأنها مخطئة تماماً
وها هي الألوان تتمرد وتنفلت هاربة
وتبقى حبيسة الأسود
كأنها استشعرت يوماً
خيانة أكيدة بظلال رمادية
تفيأت بظلها سنوات طويلة
دون أن تردد حرفاً واحداً
دائما اعتبرتها شكوكاً
واليوم وجهاً لوجه
كلّ الألوان تظهر لها الحقيقة
مئات السنوات مجرد سراب
مثل حبر مغشوش كتبت فيه
الأوراق البيضاء وحين انتهت
اكتشفت أنها مجرد خربشات
كتبت بحبر مغشوش
وفجعت حين عرفت
أنها عاشت بقايا حياة
امتلأت زيفاً وحنقاً وغصّة
وها هي تهرب من كلّ الأمكنة
وقد مزقت قلبها وجففت دموعها
وتصلب كلّ ما فيها
مسحت كلّ المعالم العفنة
غارقة في الفاجعة
تنزفها كلّ ليلة
لا تفارقها أصوات الضحكات
كم كانت حمقاء
أي قدر دس في وجهها
كلّ هذا التفلت وكيف أصبحت
تشبه ورقة صفراء
كلّ ماء الكون لا يمكنه إعادة دفق الحياة
هي لم تعش يوماً
كانت باستمرار على قيد الحياة
واليوم أغلقت آخر صفحات الكتاب
مزقت آخر ورقة ورمتها في
بئر لطالما روى أوراق حديقة
بدت لها سوداء تماماً
كأنها تتضامن معها هي الأخرى
وتغادر الحياة
…
العدد 1148 – 20-6-2023