الثورة – ميساء الجردي:
واصل مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب جلساته العلمية في يومه الثاني بالتركيز على محاور تكنولوجيا الطاقة ومحور البناء والتشييد ومحور الطاقة والبيئة..
وتركزت المحاضرات المقامة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق على دراسة سلوك الأوابد التاريخية تحت تأثير الزلازل، ودراسة عوامل تشكل مخلفات التشييد في سورية وضبط اهتزاز المنشآت ضد الزلازل، وقياس نضج نمذجة معلومات البناء في مؤسسات التعليم العالي في محور البناء والتشييد. ومحاضرات حول تحديد المكان والحجم الأمثل للتوليد الموزع في الشبكات الكهربائية، وضمان جودة المحطات الكهروضوية، وإنتاج الغاز الحيوي من المخلفات العضوية، وتأثير التغيرات المناخية على المناطق الزراعية في محافظة حماة في محور الطاقة والبيئة. ومحاضرات حول تقنية زراعة الأنسجة النباتية في الإكثار الخضري، والتحسين الوراثي للحمضيات باستخدام تقنيات حديثة، والعوامل البيئية كمحددات فوق جينية للصحة والمرض ضمن محور التكنولوجيا الحيوية.
معاون مدير الهيئة العليا للبحث العلمي عبد الكريم خليل أشار إلى أن المؤتمر هو أحد مهام الهيئة كما ورد في مرسوم إحداثها، وهو تقليد سنوي يتم ترسيخه وتطويره بالتعاون مع جميع الجهات الشريكة في هذا الموضوع ليصبح حالة ينتظرها الباحثون من عام إلى آخر. لافتا إلى أن اجتماعات اللجنة التحضيرية تبدأ منذ نهاية الشهر الأول في العام بحضور المعنيين في الوزارات والمؤسسات البحثية والمعنية لوضع الخطة والموازنة والمجتمع المستهدف من الباحثين والدول المتواجدين. كما تترك المحاور مفتوحة لمعرفة الأبحاث التي يقدمها الباحثون للمشاركة ثم يتم تقييمها بشكل أولي وعليه توضع المحاور وفقا للأولويات البحثية المطروحة.
وأكد معاون مدير الهيئة بأن بيئة الاستثمار هي الوعاء الذي من خلاله يتم تسويق البحث العلمي ضمن مفاهيمه المختلفة، مركزا على موضوع استقطاب مشاركات الباحثين المحليين لأن ذلك مؤشر على قدرتهم في التطوير رغم اختلاف ظروف العمل البحثية بينهم وبين الباحثين في الخارج.
وأشار إلى أن الهيئة تقوم ببعض مهام المجلس الأعلى للبحث العلمي لكن دون امتلاك صلاحيات كافية، وهذا يشكل إحدى عقبات تسويق وتطبيق مخرجات البحث العلمي وبلورة التوصيات التي تخرج بها الهيئة من خلال مؤتمراتها واجتماعاتها.
رئيس الجامعة الافتراضية السورية الدكتور خليل عجمي، أكد على ضرورة خلق شراكة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب، تمهيداً لإمكانية إنشاء مشاريع مشتركة تساعد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية، وتساهم في بلورة مشاريع أكثر فائدة وحيوية للاقتصاد الوطني.
الدكتورة فينوس حسن من جامعة تشرين تعمل في مركز البحوث الزراعية في اللاذقية تحدثت حول التحسين الوراثي من الحمضيات باستخدام الانتخاب أو التقنيات الحديثة واستنباط أصول f1 متحملة لإجهاد الصقيع. وأشارت إلى أهمية البحث في ظل تضرر محصول الحمضيات في الساحل السوري نتيجة الصقيع وفي التحسين الوراثي للحمضيات باستخدام التهجين.
الدكتور معتصم شفى عمري أستاذ في جامعة اليرموك الخاصة عميد كلية الهندسة المعلوماتية والاتصالات أشار إلى الأهمية الواسعة للمؤتمر من حيث استقطاب جميع الباحثين سواء في الوطن أو في المغترب وخاصة في ظل الأزمة السورية التي أدت إلى هجرة العقول، وبالتالي المؤتمر يجعل الباحثين والخبراء السوريين في حالة من التواصل حتى لو كانوا متواجدين في دول مختلفة للاستفادة من خبراتهم، ويشكل تسهيلا للوضع الصعب للكثيرين في عدم قدرتهم على العودة أو بسبب ضغط العمل، إذ أصبح كل من مكان عمله يستطيع تقديم خبرته الى بلده.
الدكتور محمد شعبان أستاذ في كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث تحدث عن بحثه في وضع منهجية في إدارة نفايات البناء في سورية لكونه موضوعا غير مبحوث سابقا بشكل جيد ولا يوجد إطار قانوني وتنظيمي لهذه العملية، خاصة أن كل مشاريع التشييد يكون فيها نفايات من مواد وتراكمات ناتجة من تنفيذ العمل وذلك نتيجة الهدر الذي يحدث أثناء أعمال البناء. لافتا الى ان البحث مقسم الى ثلاثة محاور رئيسية تبدأ من مرحلة تصميم المشروع حيث يكون هناك ممارسات خاطئة في التصميم وصولا الى مرحلة التنفيذ وتجنب الأخطاء والتقليل من مشكلات الهدر.
وضمن فعاليات اليوم الثاني تم عقد اتفاق تعاون عملي بحثي بين الهيئة العليا للبحث العلمي ممثلة بالدكتور مجد الجمالي ونقابة أطباء سورية ممثلة بالدكتور غسان فندي نقيب الأطباء، أكد من خلالها الطرفان على دعم البحوث الطبية والصحية ذات الاهتمام المشترك وفقا لأولويات تطوير الرعاية الصحية وأولويات السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار. بحيث تشمل مجالات التعاون تطوير وتنفيذ برامج تدريب لخلق كفاءات وطنية قادرة على إنجاز بحوث مستجدة في القطاع الصحي والتشبيك بين الباحثين الأطباء.