تنكيل بالأسرى ومستوطنون يحرقون محاصيل زراعية شمال رام الله.. مواجهات في نابلس والاحتلال يشدّد إجراءاته العسكرية على المدينة
الثورة- ناصر منذر:
تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وتتناوب الأدوار الإرهابية مع ميليشيات المستوطنين التي تقتحم البلدات والقرى الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال الذي يقوم بالتغطية عليهم أثناء ارتكاب جرائمهم،
ويرتكب أبشع أشكال القمع والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل إذا ما قاموا بالدفاع عن أنفسهم ومنازلهم، ليصل إرهاب هذا الاحتلال إلى الأسرى العزل القابعين خلف قضبان السجون، حيث تمارس سلطات الاحتلال أبشع أنواع التنكيل في حقهم لمحاولة كسر إرادتهم وصمودهم.
وفي ظل عمليات اقتحام المدن المتواصلة، جددت قوات الاحتلال اقتحامها اليوم مدينة نابلس،حيث اندلعت مواجهات تخللها اعتقال ثلاثة أطفال لم تُعرف هويتهم بعد.
وأفادت وكالة وفا نقلا عن مصادر محلية، بأن عددا من دوريات الاحتلال اقتحمت المدينة، وتمركزت بالقرب من شارع تل ومنطقة نابلس الجديدة، وسط اندلاع مواجهات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المنتشرة في محيط مدينة نابلس، وأغلقت بعضها بشكل كامل، الأمر الذي تسبب بأزمة مرورية خانقة عليها.
في الأثناء اقتحمت وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، قسم (21) في معتقل “عوفر”، ونفذت عمليات تفتيش وتخريب واسعة في القسم، ودمرت مقتنيات الأسرى.
وأوضح نادي الأسير في تصريح صحفي مقتضب نقلته وكالة وفا، أن وحدات ما يسمى القمع “اليماز، والمتسادا” اقتحمت قسم (21) في معتقل “عوفر”، وعبثت بأغراض الأسرى ومقتنياتهم.
يشار إلى أن وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، تضم عسكريين ذوي أجسام قوية وخبرات، وخدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال، وتلقى عناصرها تدريبات خاصة لقمع الأسرى والتنكيل بهم، باستخدام أسلحة مختلفة، منها السلاح الأبيض، والهراوات، والغاز السام المسيل للدموع، وأجهزة كهربائية تؤدي إلى حروق في الجسم، وأسلحة تطلق رصاصا حارقا، ورصاص “الدمدم” المحرم دوليا، ورصاص غريب يحدث آلاما شديدة.
وفي سياق مواز نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في تقريرها الصادر اليوم الأحد، تفاصيل الظروف الصعبة التي تواجهها الأسيرتان فاطمة شاهين وعطاف جرادات في سجن الرملة.
وقال محامي الهيئة فواز شلودي، إن الأسيرة جرادات تتواجد كمرافقة للأسيرة المصابة شاهين، التي تعرضت لإطلاق نار من جيش الاحتلال عند اعتقالها، ما أدى إلى إصابتها بالشلل، وما زالت تعاني من آلام حادة، وانتفاخ مكان الإصابة يسبب لها أوجاعا حادة تجعلها مستيقظة طوال الليل.
كما تفرض عليها إدارة السجون عقوبات إضافية، فهي محرومة من زيارة أهلها أو التواصل معهم عبر الهاتف العمومي.
وأكدت الهيئة أن وضع الأسيرتين في سجن الرملة سيئ جدا، والغرفة التي تتواجدان فيها صغيرة جدا ولا تتنقلان بحرية داخلها، ولا يوجد بها شباك، والتهوية سيئة جدا، وفيها فقط سرير واحد للأسيرة فاطمة، أما الأسيرة عطاف فتنام على كرسي، ما سبب لها آلاما حادة في الظهر والرقبة.
وأضاف البيان، أنه منذ حضرت الأسيرة عطاف إلى السجن كمرافقة للأسيرة فاطمة، لم يُسمح لها بزيارة الأهل، والصليب الأحمر يقول إن مصلحة السجون ترفض الزيارة، بحجة أنها الأسيرة الوحيدة في هذا السجن، كما لا يُسمح لها بالحديث هاتفيا عبر الهاتف العمومي بالسجن منذ اعتقالها، بل يُسمح فقط للأسيرة عطاف، إضافة إلى أن ساحة الفورة سيئة جدا ومتسخة، وهناك صعوبة في الوصول إليها.
بموازاة ذلك أحرق مستوطنون محاصيل زراعية على مساحة 6 دونمات، في قرية ترمسعيا شمال رام الله.
وأفادت وكالة وفا نقلا عن مصادر محلية بأن عددا من المستوطنين أضرموا النيران في 6 دونمات مزروعة بالقمح، تعود ملكيتها للمواطن نضال أحمد أبو عليا من قرية المغير شرق رام الله.
يذكر أن مستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، شنوا، الأربعاء الماضي، عدوانا على قرية ترمسعيا، أسفر عن استشهاد الشاب عمر جبارة “أبو القطين” (25 عاما)، وإصابة 12 آخرين بالرصاص الحي، وإحراق نحو 30 منزلاً، وأكثر من 60 مركبة.