يمن سليمان عباس:
مما لاشك فيه أن الثقافة إعلام، والإعلام ثقافة كل يكمل الآخر ويعمل وفق نظرية الاواني المستطرقة، ولايمكن الحديث عن إعلام لايحمل فكرة ثقافية، والثقافة هي أيضا إعلام، من هنا تاتي أهمية الدراسات التي تتناول هذه العلاقة ومنها
كتاب (وسائل الإعلام ونظرية الثقافة)، تأليف: ستيفن هيل وبيفيس فنَر، ترجمة: تماضر فاتح. وقد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق
يرصد تطور وسائل الإعلام ونظرية الثقافة ابتداءً من عصر التنوير إلى الزمن الحاضر. وذلك من خلال مجموعة من نصوص وسائل الإعلام المعاصرة، بما في ذلك السينما، والتلفاز، والصحافة، والموسيقا الشعبية، والشابكة، ويتطرق في ذلك إلى “نظريات التنوير”، و”الماركسية ووسائل الإعلام العالمية”، و”السيميائية والشكلانية”، و”مدرسة فرانكفورت والماركسية الجديدة”، و”البنيوية”، و”ما بعد البنيوية”، و”ما بعد الحداثة وثقافة المستهلك”، و”قوة المستهلك والدراسات الثقافية”، و”الحركة النسوية”، و”ما بعد الاستعمار”. إنه جرعة ثقافية ومقدمة عن وسائل الإعلام ونظرية الثقافة بطريقة مقروءة وجذابة، حيث إن جوهر العمل يقوم على رسم الرؤى النظرية الرئيسة بما يثري تفكيرنا حول وسائل الإعلام المعاصرة والإنتاج الثقافي.
وعن العلاقة بين الثقافة والإعلام
يكتب محمد مروان في دراسة له:
تؤثّر كل من وسائل الإعلام والثقافة الاجتماعيّة العامّة على بعضها البعض، حيث يُمكن لوسائل الإعلام أن تؤثّر على المُجتمع وثقافته السائدة، فهي أصبحت جُزءاً من الحياة اليوميّة للأفراد، كما أنّ للثقافة تأثيراً كبيراً على وسائل الإعلام، حيث إنّ تطورها المُتسارع والمُتزايد، وظهور وسائل إعلام جديدة يُعدّ نتيجة الاحتياجات الثقافيّة المُختلفة، ونتيجة تنوّع الثقافات التي أسهمت في نشر الأفكار، فثقافة العلوم والتكنولوجيا تُعد عاملاً مُهمّاً في تطوير وسائل الإعلام المُستخدمة،
وفي المقابل يمتلك التطور السريع لهذ الوسائل تأثيراً كبيراً على طرق التواصل وتبادل الثقافات بين البشر، ففي البداية، كانت وسائل الإعلام مكتوبةً، كالجرائد والمجلّات، وكان لها تأثير كبير على المجتمعات، ثم بدأ ظهور وسائل الإعلام الحديثة، والرقميّة والتي كان لها الأثر الأكبر على عمليّة التواصل الثقافي، حيث أدّى ظهور الإنترنت إلى تسهيل إمكانيّة الوصول لأيّ نوع من المعلومات في أيّ مكان وزمان، وتوفير الوقت، والجهد، والتكلفة في الوصول إليها، كما أدّى التطوّر السريع لوسائل الإعلام إلى تراجع الثقافات التقليديّة، فتوفُر الكُتب والمعلومات بشكل إلكتروني، أدّى إلى تقليل عدد الأشخاص الذي يستخدمون القواميس، والمجلات، ويرتادون المكتبات، ومن الناحية الاقتصاديّة لعبت وسائل الإعلام دوراً مُهمّاً في تنمية الاقتصاد، وتسهيل الوصول إلى الجماهير المُستهدفة، وتوفير الخدمات المُتعلّقة بالشركات إلكترونيّاً.
تعريف الثقافة.. تُعرف الثقافة بأنّها الخصائص والصفات المُشتركة لمجموعة من الناس، وتشمل اللغة، والدين، والطعام، والعادات والتقاليد الاجتماعيّة، والموسيقا، والفنون، وأنماط الزواج، وطرق الجلوس على المائدة، وكيفيّة أداء التحية للغير، وغيرها من السلوكيات، والتفاعلات المُشتركة التي يتم تعلُّمها في التنشئة الاجتماعيّة،
وهي انعكاس للقيم، والمُعتقدات، والعادات، وتظهر في التاريخ والتراث، وطرق التعبير عن الأفكار، بالإضافة إلى أنّها تقيس جودة الحياة، وصحّة المُجتمع. تعريف الإعلام.. يُعدّ الإعلام وسيلةً لنقل المعلومات المُختلفة إلى أعداد كبيرة من الناس خلال فترة زمنيّة قصيرة، وفي آن واحد، وقد تكون هذه المعلومات أخباراً، أو إعلانات تجاريّة، أو خدمات عامّة أو خاصّة، ومن هذه الوسائل: التلفاز، والراديو، والصحف، والمجلّات، والإعلانات الخارجيّة، والأفلام، والحفلات الموسيقيّة، ومواقع الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، وتطبيقات الهاتف، فكُل هذه الوسائل تُتيح نقل المعلومات في أيّ مكان وزمان.
وعند هذه العلاقة يتوقف موقع
(موقعي )ويقدم دراسة مهمة يرى فيها أن وسائل الإعلام من أهم الأدوات التي تستخدمها المجتمعات في نشر الثقافة وتوعية الناس بالمعلومات والمعارف الضرورية للحياة. فالإعلام يعد منصة تتيح للأفراد التعرف على أخبار العالم والتحديثات المتعلقة بالأحداث المهمة والتقنيات الجديدة وغيرها من المجالات. ولكن ما هو دور وسائل الإعلام في نشر الثقافة؟ وما هي الأدوات والوسائل التي يستخدمها الإعلام في هذا المجال؟
تعد وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية والتي تشمل الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والإنترنت والشبكات الاجتماعية وغيرها، أدوات قوية في نشر الثقافة بين الأفراد، ويتم ذلك عن طريق تقديم معلومات ومعارف وثقافات من خلال تقارير الأخبار والبرامج التعليمية والوثائقيات والأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمنصات الإلكترونية الأخرى.
التالي