الثورة – آنا عزيز الخضر:
يحقق العمل الفني حضوره عندما يستقطب إبداعه هموم الواقع، مجسداً إياها كعالم مرفوض ومستهجن، يستنهض الآخريين لرفضه، داعياً إلى محاربته
بالجرأة المطلوبة والمقنعة دون خوف أو محاباة، وخير من يقوم بهذه المهمة هو المسرح، وقد جسد كثير من هذه الملامح عرض” تكات” الذي يتهيأ لمهرجان المونودراما..
تأليف وإخراج” محمد تلاوي”
وقد تحدث عنه
قائلاً:
“تكات” نص مسرحي له خصوصية من حيث الطرح، فهو يصور حالات عديدة بمكوناتها الاجتماعية والاقتصادية، وبشقيها المادي والمعنوي، ويحاكي طموح الشباب بجميع شجونها وهواجسها، تجسده شخصية نور التي تؤديها الممثلة “غدير حمشو”، شخصية نور تعيش في البيت الكبير، وهو الوطن وأسرته، تستحضر شخصيات تتحدث عنها تارة، وتحاورها تارة أخرى، وتتقمص شخصياتهم، لتتحدث بلسانهم.. النص غني بالمحاور المتشابكة المعقدة، التي يعيشها الشباب الطامح في هذا الوطن، فيميل الى السخرية من الواقع بهدف تسليط الضوء على جوانب، يملؤها الظلام وللظلام أنصار يتسلحون بأدوات، تعيق رحلة البناء والتطوير، إذ يوجهون عقارب الساعة وفق ماتقتضيه مصالحهم، حتى تصبح تلك التكات مجرد صوت منبه بلا معنى، يذكرنا بالخيبات، التي أصابت عقولنا وقلوبنا، وهنا تتصاعد أحداث المسرحية بالتنديد والصراخ… لنصرخ على أنفسنا، بأن ننظر لمرآتنا ونرى العيوب.. لنصرخ بوجه الفساد وانصاره، ونعيد عقارب الساعة لمسارها الصحيح، نحن من يحدد مسارها بالعمل والبناء، نحن من يصنع الأمجاد كما صنع اجدادنا أبجدية العلم والطب والجغرافية، وكانت الأبجدية بحد ذاتها من صنع أيدينا، نحن قادرون عندما تتوحد طموحات الشباب مع من بأيدهم دفة الإصلاح ضد الفاسدين، ومن يضعون العصي بالعجلات، حينها سنسمع تكات ساعتنا العالم بأجمعه.
نص” تكات ” جريء، فهو كلمة حق، وصرخة لمن يريد أن يرى إبداع شبابنا ورجالنا وفتياتنا في المقدمة وفي النور، ﻷنهم من يحمي الوطن، و يبني الوطن، ويعلي راياته.. العرض دعوة لدعم الشباب دعماً حقيقياً.. و
إفساح المجال أمامهم للإبداع والعمل..
بدأت بالبروفة بعد أن أنهيت كتابة النص ودراسته، كنت في هذا النص جريئاً في الطرح، لأن الإبداع والخوف لا يجتمعان.. فهو يحتاج إلى كاتب ومخرج جريء وممثل قادر على اداء الشخصية باقتدار و امتياز، ﻷن للمونودراما سماتها الخاصة.
السابق