ماذا يريد النازيون الجدد؟ السؤال قد يبدو غريباً، لكنه منطقي وجدير بالاهتمام والمراقبة، ويلح عليّ دائماً كلما شاهدت فعلاً قبيحاً لهم هنا وهناك، وكما يحصل هذه الأيام في أوكرانيا، فالنازية طفت على الساحة مرة أخرى بثوبها الجديد وباتت تمثل نقطة صراع حقيقي في العالم تحت المظلمة الأمريكية، وكأن الغرب يريد أن تتحول إلى كابوس يطارد الأمن والاستقرار في أرجاء المنطقة والعالم.
وزارة الدفاع الروسية نشرت كتاباً بعنوان (الكتاب الأسود حول الفظائع الحديثة لأتباع “بانديرا” النازيين الأوكرانيين الجدد بين عامي 2014 و2023)، للكاتبين ماكسيم غريغورييف والبروفيسور ميخائيل مياخكوف.
ويبدو أن صفحات هذا الكتاب لاتزال مفتوحة على مصراعيها، وربما يفيض الكتاب الأسود، ويحتاج كتباً أخرى سوداء تدعمه وتدون جرائم السلطات الأوكرانية والجيش الأوكراني والممارسات النازية المقيتة بحق الضحايا.
آلة النازية البغيضة موجودة في كل مكان في الغرب، وفي منطقتنا يجسدها فعل المحتلين، وتمطرنا هذه الآلة الحاقدة بمظاهر مختلفة من الحقد والسرقة والقتل، شراستها واضحة للعيان، ولا إنسانية في قاموسها، وسلوكها الدموي في الحرب يختلط فيها الواقع بالخيال والمعقول بغير المعقول، ارتكابات لا تصدق، وانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل غير مسبوق لدرجة تفوق التوقعات، وكل ذلك نابع من السخط على الحضارة والإنسانية، وحتى الكتب المنزَّلة لم تسلم من نازيتهم.
نازيون أوغاد منهم مجهول مستتر ومنهم معلوم ظاهر يتبنى فكرة الانتقام، يحرقون كل ما هو حضاري وإنساني، فما تزال روح الانتقام لدى هذه الطغمة ماثلة وحاضرة في الحرب والسلم، وعقيدتهم الاضطهاد والتعذيب والتشريد ولن يتوقفوا عن الترويج لها بأفعالهم وعبر أبواقهم الفردية والجماعية.
ووسط الأحداث يظهر على الساحة نازي في السويد وبمباركة من حكومتها يرتكب قبحاً بحق كتاب مقدس، وهو يظن في نفسه القبيحة أنه صنع مفخرة، وما كان ليقدم عليها لولا دعم الحكومة السويدية التي باتت ملاذ أولئك الحاقدين على الحضارة ومقدساتها، وفي دور السينما وهوليوود يتوحد الطرفان تحت هدف واحد (فرقة الأوغاد) تحت غطاء من الغرب النازي.
مشهد الحرب والحريق والقتل جاء هائلاً، بفعل النازية الجديدة، خاصة أثناء الحرب في أوكرانيا، وهو رسالة تقول إن الغرب الذي تقوده أمريكا لا يريدون أبداً أن يفلت أحد من تحت أيديهم السوداء، حيث قاموا بأنفسهم بوضع سيناريو النازية الجديدة، ولأنهم يملكون هذه الآلة الضخمة (هوليوود) فإنهم قادرون على طرح رؤيتهم السوداء وإعادة ترتيب أوراق الحروب المقيتة كلما سنحت الفرصة لهم، وحسب أهوائهم وخيالاتهم، وهم بعد يملكون الخداع والتضليل، وهو ورقة جديدة سوداء في لعبة تزييف الحقائق والتاريخ.
منهل إبراهيم