الثورة – ياسر حمزة:
القيشاني نوع خاص من البلاط يتم الرسم عليه باليد ثم تلوينه أيضا باليد قبل حرقه، ويعود تاريخ هذا النمط من البلاط إلى مدينة “كاشان” .في ايران.
تطورت هذه الصناعة في دمشق خلال القرن الرابع عشر، في العهد المملوكي ثم العثماني لدرجة أن القيشاني الذي كانت تزين به البيوت والحمامات في دمشق قديماً من إنتاج صانعي الخزف المهرة في دمشق ، فقد تمكنوا من إنتاج أكثر أنواع البلاط جمالا ورونقا عندما زينوه بالألوان، فاستخدموا أكسيد الكوبالت لخلق اللون الأزرق والبوريك للأخضر الفيروزي، ثم تمت تغطيتها بطبقة من طلاء شفاف وأحرقوها عند درجة 1200 مئوية حيث أعطت في النهاية منظرا بديعا لا مثيل له حتى اليوم، وبعد سنوات عديدة انتشرت هذه الحرفة من دمشق وراحت تجوب دول العالم الشرقي، وأطلق عليها الدمشقيون “القيشاني” بدلاً من “الكاشاني” نسبة إلى مدينة كاشان.
عادة ما يأخذ البلاط القيشاني أشكالاً مختلفة ,حيث نجده على شكل بلاطات مربعة على الأغلب وقد تكون مستطيلة أو سداسية أو مثلثية بحيث تنقش على كل بلاطة منها موضوعات زخرفية متكررة، استطاع الدمشقيون إدخال قطع القيشاني أيضاً في الصواني الخشبية بأشكال فنية رائعة، إلى جانب عمل علب خشبية مزدانة بقطع من القيشاني وأيضاً طاولات مغطاة ببلاط القيشاني، إلى جانب بعض التحف والمرايات التي وزعت على أطرافها تفاصيل متنوعة من البلاط القيشاني ذات الحجم الصغير نسبياً، فهذه القطع إنما تحول مفردات الديكور إلى تحفة فنية رائعة فتكسبها قيمة مادية وجمالية، نظرا لكون هذا المنتج قائماً اساسا على العمل اليدوي.
وقد استعمل بكثرة في الجوامع الدمشقية وفي بعض البيوت القديمة ,ويعزى اسم سوق حمام القيشاني في مدينة دمشق القديمة للخزف القيشاني الذي يزين بعضاً من جدرانه.
أما في مدينة حلب فيعود تاريخ القيشاني إلى العهد العثماني ,ويوجد في مواقع عديدة منها جامع التكية ,وفي سبيل المدرسة الكواكبية ,وفي مدينة حماة فنجده في قصر الطيارة الحمراء.
وتعد العجينة التي يتم صنع القيشاني منها من الصلصال النقي الأبيض ,الذي يتم جلبه من الزبداني أو كسب ,حيث يبدأ العجانون بنخل التراب ونقعه بالماء حتى يتخمر ,ويترك ليجف ويتحول إلى عجينة قابلة للتشكيل بسماكات محددة ,فالبلاط الأرضي له درجة من السماكة تختلف عنها في البلاط المخصص للجدران ,وفي المصنوعات التي تخص الطعام من أوان وأباريق.