“غلوبال ريسيرش”: مستوى جديد للشراكة الروسية – الأفريقية

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تعقد روسيا اجتماعاً للزعماء الأفارقة أواخر 27- 28 تموز الجاري في سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدينة في الاتحاد الروسي، وهذه القمة هي أعلى صورة تاريخية وأكبر حدث سياسي تاريخي في العلاقات الثنائية بين روسيا وإفريقيا، وفي تقييمنا للعالم متعدد الأقطاب الناشئ فإن غالبية الدول الأفريقية تعمل بسرعة على مواءمة توجهاتها السياسية تجاه الصين وروسيا.
أوضح السفير في وزارة الخارجية الروسية ومدير الأمانة العامة لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا أوليغ أوزيروف، في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت اليومية، صراحة أن القمة كما تصورتها السلطات الروسية، تهدف إلى تعزيز علاقات موسكو مع إفريقيا، الدول  التي تعتبر الاتصالات معها حالياً أحد أهم جوانب السياسة الخارجية لروسيا، وستركز القمة على القضايا العامة المتعلقة بتشكيل عالم متعدد الأقطاب، وهيكل جديد عادل للعلاقات على أساس مبادئ المساواة في السيادة بين الدول، والتفاعل المتكافئ على أساس مصالحها والقانون الدولي، في مقابل ما يسمى بالنظام القائم على القواعد الذي تروج له واشنطن وحلفاؤها.
نظراً لحدوث القمة خلال هذا الوضع العالمي المتوتر، فإنها تهدف إلى تحقيق مستوى جديد جوهري من الشراكة المفيدة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
ومن خلال ذلك، تفتح روسيا وأفريقيا الفصل الثاني، الذي يحدد التعاون الشامل بين روسيا والدول الأفريقية عبر قطاعات مهمة انطلاقاً من السياسة والأمن والعلاقات الاقتصادية والعلوم والتكنولوجيا إلى المجالات الثقافية والإنسانية.
عُقدت القمة الروسية – الأفريقية الأولى في تشرين الأول 2019 تحت شعار السلام والأمن والتنمية في سوتشي، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان رسمي آنذاك: اليوم، تسير الدول الأفريقية في طريقها نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، وتلعب دوراً مهماً في الشؤون الدولية.
إنهم يعززون عمليات التكامل ذات المنفعة المتبادلة داخل الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية الأخرى عبر القارة.
يربط روسيا وإفريقيا تاريخ من النضال من أجل الاستقلال السياسي، كلاهما يشتركان في هذا التاريخ الصغير، ويعبر الرئيس بوتين دائماً عن أقصى درجات المودة لتغيير الوضع والالتزام بتحسين الظروف لسكان إفريقيا الذين يقدر عددهم بنحو 1.4 مليار نسمة.
من وجهة نظر العديد من خبراء السياسة، على الصعيدين المحلي والأجنبي، فإن القادة الأفارقة والمنظمات التجارية ورجال الأعمال التنفيذيين للشركات لديهم فرصة غير عادية لتصميم إستراتيجية جيدة التوقيت للاستفادة من السوق المتنامي وتعزيز التجارة كوسيلة لعكس الاتجاه إلى حد كبير.
في إطار التغيرات العالمية، هناك وجهات نظر تجارية جيدة بالقدر نفسه لروسيا وأفريقيا، على سبيل المثال، مع تيسير التجارة ودعم المؤسسات التجارية، سواء كانت صغيرة أو متوسطة، لالتماس التعاون في مجالات الفرص التجارية الجديدة في كل من أفريقيا والاتحاد الروسي، فقد أبدت الدول الخارجية اهتماماً كبيراً بالاستفادة من فرصها الناشئة منذ بدء اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، والتي تهدف إلى إنشاء سوق واحد بلا حدود.
ومنذ عام 2014، أعرب المزارعون والتعاونيات الأفريقية المحلية عن استعدادهم لتعزيز الصادرات المباشرة إلى روسيا، متجاوزين الوسطاء الأوروبيين، ويمكن للبلدان الأفريقية أن تكسب ثروة من خلال بيع المنتجات الزراعية إلى روسيا.
إضافة إلى ذلك، يتعين على القادة الأفارقة تنمية الاهتمام التجاري في تنظيم المنصات والبعثات التجارية لعرض إمكاناتهم في الاتحاد الروسي.
وفقاً لأبحاث السوق والدراسات التي أجرتها Markol Consultancy(ماركول كونسالتانسي)، وهي شركة أبحاث تجارية واستشارات في مجال السياسة، فإن المصدرين الأفارقة لديهم اهتمامات كبيرة في السوق الروسية، ولكنهم يحتاجون إلى المساعدة لتوصيل سلعهم في الوقت المحدد إلى المستهلكين في روسيا.
إنهم يعلمون أن إمكانات السوق هائلة في كلا الاتجاهين ويفهمون كذلك أن الدول الآسيوية تتمتع بميزة نسبية في التجارة مع روسيا فيما يتعلق بالمسافة ونقل البضائع والبنية التحتية الأخرى، بما في ذلك الخدمات اللوجستية والتخزين.
في محاولة لتعزيز التجارة بين روسيا وأفريقيا، يجب أن تكون هناك تدخلات سياسية، وبدء منصات تجارية للروس والأفارقة للمشاركة في مناقشات عملية حول جعل السياسات التجارية أكثر فعالية وتقديم دعم ائتمان الاستيراد والتصدير لتجار الشركات لتحقيق نتائج ملحوظة.
فقد نشرت وزارة الخارجية الروسية تقريراً رسمياً على موقعها على الإنترنت، جاء فيه: “تُعفى المنتجات التقليدية من أقل البلدان نمواً (بما في ذلك أفريقيا) من التعريفات الجمركية على الواردات.
وينص التشريع على أن السلع التقليدية مؤهلة لمعاملة جمركية تفضيلية وتعريفة جمركية”.

تجدر الإشارة أيضاً بذكر دور جامعة شمال شرق الفيدرالية، التي لها شراكات تعليمية وبرامج تبادل مع عدد من المؤسسات في آسيا وأفريقيا، والنادي الروسي الأفريقي المنشأ حديثاً، في النهاية، هناك تعاون متبادل متزايد بشكل ملحوظ بين إفريقيا وروسيا.
المصدر – غلوبال ريسيرش

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية