الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
يهدف البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة ضمان المسح والكشف المبكر لنقص السمع لدى حديثي الولادة في الجمهورية العربية السورية في جميع المحافظات، بحيث يحصل كل المواليد الجدد في سورية على هذا التشخيص الضروري لمستقبل حياتهم أينما كانوا في سورية وكيفما كانت ظروفهم.. وذلك للحد من آثار نقص السمع المحتمل وجوده لدى جزء من حديثي الولادة في سورية، ومنح جميع الأطفال في سورية مستقبلاً بفرص متساوية للنمو السليم والانطلاق في حياتهم وتشكل شخصيتهم
في إطار الكشف والتدخل المبكر لنقص السمع.. تحدث لـ “الثورة” عضو البرنامج الوطني للكشف المبكر والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الدكتور عبد الرحمن عوض- رئيس قسم الأذنية في مستشفى تشرين العسكري: أنه يبلغ معدل انتشار نقص السمع الولادي عند الأطفال الأصحاء حوالى 3/1000, ويرتفع إلى 3/100 عند الأطفال الذين يدخلون وحدات العناية المشددة، وأن التأخر في تشخيص وتدبير نقص السمع عند الأطفال قد يؤدي إلى تراجع في تطور اللغة والكلام، وتراجع في التطور الأكاديمي طول الحياة، وأن التأخر في تدبير نقص السمع عند المواليد قد يؤدي إلى نقص في إنتاجية الفرد مما يسبب عواقب اقتصادية كبيرة، إذ يخسر الاقتصاد الأمريكي حوالى 441 ألف دولار لكل فرد.
ولفت إلى أن المراحل العملية لبرامج الكشف والتدخل المبكر تتضمن التدخل والكشف، حيث يتم الكشف خلال 28 يوماً الأولى في حياة الطفل، ومن خلال ذلك يتبين وجود أطفال أصحاء وأطفال يرسلون إلى مراكز التشخيص، وهنا ومن خلال التشخيص المناسب لا يعني أن الطفل أصم بل للتأكد، كما يجرى إعادة الاختبار بعد أسبوعين أو ثلاثة، وأنه في حال التشخيص الإيجابي بوجود نقص السمع يتم وضع بروتوكول علاجي إما بالسماعة أو زرع الحلزون للطفل.
وأكد على أن التدخل من خلال الكشف بالتشخيص السمعي والمسح السمحي من خلال تخطيط جذع الدماغ، ويكون التدخل من خلال المتابعة والتأهيل والتدريب وتركيب الأجهزة السمعية، وإجراء تعديل على الأداء السمعي للطفل ويتضمن عملية اختيار وتركيب /ضبط المُعينات السمعية وغرسات الحلزون أو إجراءات أخرى للأطفال المقبولين في برنامج “التدخل والتأهيل المبكر.
وأشار إلى أنه لا يحتاج جميع الأطفال الذين يُشخصون بنقص السمع إلى زراعة حلزون، فعندما يكون نقص السمع مُتوسط يتم الاكتفاء بالسماعات والمراقبة ويُدرج في برنامج علاج الكلام واللغة.
ونوه أنه بعد تشخيص نقص السمع عند الطفل ولكي يتقبل الأهل حالة الطفل، لا بد من التعامل معهم بهدوء وحكمة، والشرح المفصل لمخاطر تأخير العلاج والنقاش معهم حول آلية التدخل وشكل التواصل مع طفلهم (لغة إشارة، لغة محكية، كلاهما)، ويتم التقييم الطبي: ويتضمن فحص الأذنين وفحص الرأس والعنق، والبحث عن متلازمات مرافقة، والبحث عن أمراض مسببة لنقص السمع خلال الحمل وبعد الولادة.
وعن التكنولوجيا السمعية التي يمكن استخدامها لتدبير نقص السمع عند الأطفال أوضح الدكتور عوض أن هناك ثلاثة أنماط رئيسية من التقنيات السمعية التي يمكن استخدامها لتطوير المهارات السمعية وتشمل: المعينات السمعية، الزرعات الصنعية أجهزة الحلزون، الزرعات السمعية العظمية(، وأنظمة FM، ولا بد عند استخدام إحدى الأنماط السابقة من التقنيات السمعية من إجراء برامج تأهيل سمعي للأطفال من أجل الحصول على أفضل النتائج.
وبين أن نسبة مشتبه حدوث المرض عند الأطفال 3 بالألف من الأطفال حديثي الولادة، حيث يوجد طفلان من أصل ثلاثة بحاجة إلى سماعات، وواحد من أصل ثلاثة يحتاج إلى غرسة الحلزون، موضحاً أنه يجب يجب تركيب المعينات السمعية مباشرة بعد تشخيص نقص السمع عند الأطفال، حيث يمكن تركيب المعينات السمعية للأطفال بعمر 5 أسابيع.. وأن الأطفال الذين يتم تركيب المعينات السمعية لهم بعمر أقل من 6 أشهر يظهرون مهارات لغوية مماثلة لأقرانهم الأصحاء.