الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
تشكل القدس وقضية فلسطين القضية المركزية للعرب ودول محور المقاومة، وفي صلب مشروع المقاومة الذي يواجه المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني، الذي يركز على فلسطين أيضاً.
فقضية فلسطين بين مشروعين متناقضين.. مشروع يتبنى القضية من مبدأ الحقوق وأن أصحاب القضية يدافع عنها من مبدأ الدفاع عن هويته ووجوده ومستقبله في وجه مخطط معاد، وبين مشروع استعماري يهدف إلى طمس فلسطين لقيام مخططه الاستيطاني والاحتلالي وإلغاء فلسطين من الوجود لقيام مشروع صهيوني حصل بدعم وإجماع غربي على أنقاض أصحاب الأرض وحقوقهم.
ضمن هذه المقاربة ألقى الدكتور إبراهيم سعيد رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة محاضرة تحت عنوان (مركزية القدس في الإستراتيجية العربية)، كانت موضوع الندوة السياسية التي دعت إلى عقدها اليوم مؤسسة القدس الدولية (سورية) واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وتحالف القوى والفصائل الفلسطينية المقاومة، وذلك في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي – أبي رمانة.د. أسعد : القضية الفلسطينية حاضرة في الوجدان العربي
وقد أدار الندوة الدكتور يوسف أسعد عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية (سورية) ، الذي استهل التقديم بالتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، التي تربت الأجيال عليها في سورية والوطن العربي، وأن كل محاولات تغييب القضية إعلامياً وسياسياً عن الشباب العربي قد فشلت وبقيت حاضرة في الوجدان والضمير العربي الحي، وأن مخططاتهم في ترسيخ يهودية الكيان باءت بالفشل، لذلك يسعون اليوم لإرساء ما تسمى “إبراهيمية الكيان”.د. سعيد: الغرب فشل بإثبات ادعاءاته في فلسطين
وقد وضع المحاضر الدكتور سعيد مقاربتين بين مقاربة مشروع المقاومة الذي تبنى المقاومة خياراً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته وخطأ خطوات مهمة على طريق استعادة الحقوق، وبين مقاربة المشروع الاستعماري الذي تبنى الاحتلال والعدوان وتزييف الحقائق ونشر الأكاذيب والاعتماد على الغطرسة والقوة في تحقيق مآربه وأطماعه.
وأشار المحاضر إلى أن المشروعين ركزا على رمزية فلسطين ومركزية القدس في دائرة اهتمام المشروعين، لكن لكل منهما اتجاه، فمشروع المقاومة ركز على الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في الأرض والجغرافيا وفي التاريخ والمصير ونجح في تقديم الدلائل والحقائق، في حين ركز المشروع الاستعماري على حقوق وهمية لا أساس لها من الواقع لليهود الصهاينة الذين ضغطت عليهم الحركة الصهيونية ودفعتهم للهجرة من بلدانهم الأصلية إلى فلسطين العربية، وسوّقت لقيام الكيان بأضاليل وأكاذيب لا يمكن أن يصدقها أحد ولم يستطع هذا المشروع إثبات حقيقة إدعائه، ولم تنجح خطواته في إقناع العالم بتلك الأكاذيب وإقناع اليهود الذين لم يهاجروا بالهجرة، أو إقناع الصهاينة المستوطنين بهذه الادعاءات.
وأشار الدكتور سعيد إلى أن الكيان الإسرائيلي الذي ارتبط بالمشروع الاستعمار لم ينجح في إثبات ادعاءات الغرب وأنه يمثل حالة الاستعمار في منطقتنا العربية، من خلال أطماعه وأدواته العدوانية ومخططاته التوسعية، وبين المحاضر من خلال عرض كتابات صهاينة تؤكد ارتباط كيان العدو بالمشروع الاستعماري الغربي الأميركي المهيمن المتسلط على العالم.
ودعا المحاضر إلى ضرورة الاستفادة من مشروعات التنمية والنهوض العربي لتعزيز جبهة المقاومة في مواجهة كيان العدو والمشروع الاستعماري.
ورداً على سؤال للثورة، أكد الدكتور سعيد على أهمية القدس وفلسطين في محور المقاومة وتقدمه في الدفاع عن قضية فلسطين المركزية لاسيما في مواجهة الاحتلال على أرض فلسطين المحتلة في الضفة والقدس وقطاع غزة وفي جنوب لبنان والجولان السوري المحتل، إلى جانب المقاومة الثقافية والسياسية والقانونية التي حققت خطوات مهمة على صعيد الدفاع عن القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق .
حضر الندوة الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) والدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والدكتور علي صبري السفير اليمني بدمشق وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية ولفيف من الباحثين والإعلاميين والمهتمين.