الثورة – وفاء فرج:
عقدت الهيئة العامة لمجلس الأعمال السوري الصيني اجتماعها السنوي بعد ظهر اليوم بحضور السفير الصيني بدمشق /شي هونغ وي / وأعضاء الهيئة ورؤساء الغرف التجارية والصناعية وحشد كبير من رجال الأعمال ،حيث تم ابراء المجلس القديم من ذمته وإقرار الميزانيات الختامية.
الاجتماع تتضمن انتخاب أعضاء مجلس إدارة جديد وافتتاح مكتب للصين في المجلس.
وأكد السفير هونغ وي أن الصين شريك تجاري مهم لسورية، والتعاون الاقتصادي والتجاري جزء مهم من علاقات البلدين على الرغم من الـتأثير الخطير للعقوبات أحادية الجانب غير الشرعية التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب عليها ، لكن بفضل الجهود المشتركة بين الجانبين أحرز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين نتائج إيجابية في السنوات الأخيرة،حيث وقع الجانبين مذكرة تفاهم لـ«الحزام والطريق»، وحقق الانضمام السوري لعائلة الحزام والطريق الربط بين مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس شي جينبينغ واستراتيجية التوجه شرقاً التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي يوضح التوجه ويوفر المزيد من الفرص للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وسورية في المستقبل.
واشار إلى أنه خلال هذا العام أصدرت السفارة الصينية لدى دمشق أكثر من 1000 تأشيرة دخول إلى الصين بما فيها التأشيرة التجارية التي تبلغ نسبتها حوالي 60 بالمئة، وذهب العديد من رجال الأعمال السوريين إلى الصين للمشاركة في الأنشطة الاقتصادية والتجارية الكبيرة الأمر الذي يدفع بقوة بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بالإضافة إلى ذلك تشارك الشركات الصينية بشكل إيجابي في إعادة إعمار الاقتصاد المحلي ، حيث يتقدم مشروع مصنع الإسمنت المشترك بقدر 6500 طن يومياً في أبو شامات بمحافظة ريف دمشق، ومشروع المحطة الكهروضوئية باستطاعة 300 ميغاوات في وادي ربيع بخطوات واثقة نحو الأمام و نأمل أن يوفر الجانب السوري للشركات الصينية تسهيلات ودعماً للاستثمار وإنشاء شركات في سورية مشيرا إلى أنه خلال النصف الثاني من العام الجاري، سيقيم الجانب الصيني سلسلة من الأنشطة الاقتصادية والتجارية المهمة والكبيرة، داعيا الشركات إلى سورية للمشاركة بالأنشطة مضيفاً أنه منذ إنشاء مجلس الأعمال السوري الصيني عام 2009، وهو يلعب دوراً مهماً في الدفع بالتعاون الاقتصادي والتجاري ، وأصبح قناة مهمة لرجال الأعمال بين البلدين للتواصل.
بدوره رئيس المجلس السوري الصيني المهندس محمد حمشو أكد اهتمام السفارة الصينية بتوطيد العلاقات التجارية بين سورية والصين اللتان تتشاركان بعلاقاتٍ تاريخيةٍ وسياسيةٍ واقتصادية منذ أيامِ طريق الحرير، حيث تشهد اليوم تطوراً لافتا منوها بأن الصين تعد أهمَ شريك اقتصادي وتجاري، ونحن في مجلس الأعمال المشترك نساهم في تنمية التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وبين أن إعادة تفعيل الخط الائتماني من الجانب الصيني تجاه سورية سيساهم في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، في الوقت الذي نتعاون به مع الفريق الحكومي لتجاوز التحديات على المستوى المحلي والدولي والتي تتأثر بالحصار والعقوبات الظالمة المفروضة على بلدنا وشعبنا، مثنيا على دور جمهورية الصين الشعبية في تقديم المساعدات الإنسانية المتواصلة دعماً لبلدنا في مختلف القطاعات وأيضاً المعونات التي قدمتها مؤخراً للمتضررين جراء الزلزال .
و بين أن المرحلة تتطلب المزيد من التعاون وإيجاد الحلول المشتركة لإيجاد قنوات مصرفية في ظل العقوبات المفروضة على سورية بفتح مكتب في سورية وآخر في الصين لتمويل الصادرات والمستوردات وبقية المدفوعات بالعملة المحلية مشيرا الى ضرورة فتح خط ملاحة بحرية وتأمين نقل جوي مباشر وضرورة الحصول على موافقة لهبوط الطائرات السورية في الصين وسورية بهدف تنشيط التبادل التجاري وتعزيز العمل الاقتصادي المشترك .
ممثل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أنس بقاعي قال: نسعى إلى زيادة التبادل التجاري مع الصين منوهاً بمواقف الصين ومعارضتها المستمرة للإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على بلدنا أمام المحافل الدولية ودعم الجهود السورية المبذولة لتحسين الأوضاع المعيشية وحرص الجانب الصيني على المساهمة في عملية إعادة الإعمار، واقتراح إنشاء مصنع لتجميع السيارات في سورية والتأكيد على دعم الجانب الصيني لجهود بلدنا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وتوطين التعاون في مجال المساعدة التنموية من خلال الإسراع بتنفيذ مشروع الأوتوبيس ورغبة الصين في بحث مشاريع صغيرة وتنموية تساهم في تلبية الاحتياجات .
وتطرق إلى إمكانية البدء بالعمل على تطوير برامج المساعدات الصينية المقدمة إلى سورية من خلال تقديمها على شكل أدوات ومستلزمات للأنشطة الإنتاجية، ولاسيما في الأرياف، مثل ألواح الطاقة الشمسية ومتابعة المشاورات الفنية المرتبطة بمذكرة التفاهم الخاصة بمبادرة الحزام والطريق والاستفادة الفعلية من الفرص التي توفرها هذه المبادرة فيما يخص الطاقة البديلة والبنى التحتية مشيرا إلى العديد من الإجراءات المتخذة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين: سواء في المجال التجاري والاستثماري والمالي ومن خلال المنح والقروض وبناء القدرات والمساعدات الإنسانية.
وبين البقاعي أن هناك مقترحات لتنشيط النقل البحري والجوي ودعوة الجانب الصيني لتشغيل رحلات جوية منتظمة بين بكين ودمشق لما له من أثر إيجابي في تنشيط التبادل التجاري والسعي لدى الجانب الصيني لتعزيز التعاون على الصعيد المالي وطرح إمكانية اعتماد آلية شراء العملات المحلية من المصارف العاملة في كلا البلدين وذلك في إطار السعي لحل مشكلة التحويلات المالية بين الجانبين في حال إقامة مشاريع مشتركة في إطار المبادرة و متابعة تنفيذ اتفاقيات المنح الموقعة مع الجانب الصيني وبما يضمن تأمين الاحتياجات الوطنية ذات الأولوية إضافة لزيادة حجم المنح المالية المقدمة من الحكومة الصينية لتمويل الآليات والتجهيزات التي تساعد في مواجهة الآثار الكارثية للزلزال بما يخدم عمليات إزالة الأنقاض وتجهيز البنى التحتية اللازمة لإنشاء مساكن بديلة، والسعي لتكثيف الجهود للتوصل إلى توقيع إطار تعاون استراتيجي شامل بين البلدين أسوة باتفاقيات التعاون الاستراتيجي التي وقعتها الصين مع عدد من دول المنطقة (إيران مثلاً) .
وأمل من المجلس أن يسعى لتحسين وضع الميزان التجاري مع الصين، والاستفادة من الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصيني .
وفي نهاية الاجتماع تم تعيين مازن حسن رئيس لجنة قطاع الأعمال ونزير حفار لجنة العلاقات العامة وأنس حفار رئيس مكتب الصين وتعيين رئيس للجنة المحافظات نظريت يعقوبيان وتسمية مصان نحاس رئيس لجنة المعارض في المجلس وأحمد حمشو رئيس لجنة الاستثمار.
