كثيرة هي الغرائب في هذا العالم، وكثيرة هي المستحيلات مثل “لبن العصفور” و”حليب الدجاج”، ولكن هناك من يبيع “حليب الدجاج” في الجزائر ومن يشتريه بسعر كبير، فما حقيقة هذا الحليب؟.
تمهلوا فهو ليس حليب دجاج، بل مادة أخرى أطلقوا عليها هذا الاسم كي تجذب أنظار الناس وتجعلهم يتهافتون عليها، فللوهلة الأولى عندما تقرأ اسم المشروب “حليب الدجاج” تظن أن الناس في منطقة “غرداية” الجزائرية حلبوا الدجاج كالماعز والأغنام والجمال، ولكن القصة ليست كذلك، بل أضافوا ل
حليب الماعز بعض المواد والخلطات السحرية التي تجعله غنياً بالطاقة.
الحكاية تبدأ من منطقة “غرداية” جنوبي الجزائر، حيث المجتمع هناك من أنشط المجتمعات وأكثرها ابتكاراً، ومنهم من صنع حليباً وأطلق عليه “حليب الدجاج” ليصبح واحداً من المشروبات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة.
أما مكونات “حليب الدجاج”، أو كما هو معروف في المنطقة باسم “le lait depoule”، فهو يتكون من خلط صفار البيض الطازج بكأس من حليب البقر، ويمزج الخليط السابق بحبة موز ومجموعة من المكسرات، إلى جانب أعشاب ومكونات سرية لا يفصح عنها أصحاب “الصنعة”.
ومن يزر مدينة غرداية لا يمكنه إلا أن يحط الرحال عند أحد المحلات المختصة في بيع المشروبات والعصائر الطبيعية، ليستمتع بمشروب “حليب الدجاج” ذائع الصيت هناك.
فاليوم بتنا نرى حليب الدجاج، وهو مشروب تقليدي جزائري من المشروبات الليلية حتى إن المحلات المختصة بتقديمه لا تبدأ تحضيره إلا مساء.
وتربط جمعية في الجزائر مشروب “حليب الدجاج” بالعقم، ولهذا يلقى إقبالاً كبيراً من الجزائريين ويشتد الطلب عليه كثيراً، واشتهر هذا العصير في ثمانينيات القرن الماضي، ويصنف “حليب الدجاج” لدى سكان مدينة غرداية كمشروب طاقة، حيث يحضر بعناية، ويصف السكان المحليون مذاقه بالمختلف عن أي عصير طبيعي آخر.
حسان قصيباتي