الثورة _ رفاه الدروبي:
جلسة حوارية «نوافذ ٦» أعدها إدريس مراد عنوانها:»المسرح السوري في السنوات العشر الأخيرة» بمشاركة الفنانين أمانة والي ورنا جمول والكاتب جوان جان والناقد نضال قوشحة بالمركز الثقافي في أبو رمانة بدمشق.
في فاتحة الندوة أكَّد نضال قوشحة أنَّ أبا خليل القباني جزء مؤسس للمسرح السوري والمنطقة العربية والحركة المسرحية عامة قدمت عروضاً وأفكاراً مغرية فيها شغف وطاقات هائلة ما أدَّى إلى حالة تكامل أكَّدت دورها، واحتضنت دمشق أول مهرجان مسرحي لكنّه تعطَّل.
مؤكداً أن الحراك المسرحي موجود، ونشط لكن ليس على قدر الطموح والمسرحيون يقدمون رؤى جديدة، لافتاً إلى أبرز الأفكار حول المسرح الشعبي، كما أطلق عليه الفنان القدير أيمن زيدان فأبو الفنون بدأ مع أبي خليل القباني عام ١٨٧١وبرحيله تشكلت عدة فرق من تلاميذه لكن مرحلته المفصلية بدأت بالمسرح القومي عام ١٩٦٠ من قبل الفنان نهاد قلعي، وكان أول مدير له فظهر تياران مسرحيان الأول الطليعي مع رفيق الصبان والثاني الكلاسيكي قدّمه الشقيقان هاني وأسامة الروماني وظهر فيما بعد شكلان مسرحيان الطليعي والجاد أو الملتزم ولايزالان موجودين حتى أيامنا الراهنة وهما خطان متوازيان لايلتقيان.
وكانت تجربة أيمن زيدان رائدة حيث جمع بينهما المسرح كونه جاد باللغة الفصحى وغير تجاري فاختصَّ بمواضيع خفيفة كالرقص والغناء، وكانت تجربته خلطة جديدة أطلق عليها «المسرح الشعبي الراقي» واعتمد على أشخاص يفكرون مثله فقدّم ثلاث مسرحيات الأولى «سوبر ماركت» والثانية «اختطاف» والثالثة كانت من الأدب المسرحي الساخر عنوانها «فابريكا» لاقى عرضها جماهيرية كبيرة وشاركت بصالات عربية كان هدفه جذب المتلقي لها واعتمد الزيدان على تسمية»المهرج الملحمي» مايعني أن يكون الممثل عنصراً أساسياً يمتلك طاقات متجددة مع الجمهور لمشاهدة فنان شامل كما استفاد من تلاقيه الذهني مع الكتَّاب، ومنهم محمود الجعفري وتجربته الخاصة في المسرح السوري.
الانعطافة الأكبر
بينما رأى الناقد جوان جان أنَّ المسرح له علاقة بميوله من مرحلة الطفولة والشباب الأولى، وأكثر ما جذبه الناقد رياض عصمت فاستهوته الكتابة له وعنه أمَّا علاقته بالنقد المسرحي فأغلب النصوص تنشر وتعرض على الخشبة، منوِّهاً بأنَّه أخذ موطئ قدم فيه منذ تخرُّجه وتأثر به فصدرت له عدة كتب ومسرحيات.
وعن حال المسرح خلال السنوات العشر الماضية قال: لايمكن فصلها زمنياً عن الحركة المسرحية السابقة اللاحقة، مقدِّماً نقاطا هامّة في مسيرة أبي الفنون وكان من أهمِّ أهدافه تعريف الجمهور السوري على المسرح العربي والعالمي حيث تعرض للتوقف بسبب حرب الخليج والمدة كانت ١٤عاماً ثم عاد إلى ألقه بين عامي ٢٠٠٤ – ٢٠١٠، كما توقَّف بسبب الحرب السورية ومن ضمنها قُدِّمت عروض دورات المهرجان المسرحي سابقاً وكانت ذات أهمية كبيرة ولها حضورها في كافة الفعاليات المسرحية والتجمعات الخاصة ذات التوجه الرصين من خلال المسرح الجامعي والمنظمات الشعبية أما الانعطافة الأكبر فكانت بتأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية ودوره في تخريج دفعات من الخريجين ليسوا على نفس السوية بسبب عوامل كثيرة، ذاكراً مشروع دعم الفئات الشابة واستقطاب هواة متميزين أثبتوا موهبتهم ضمن مجال احترافي وشهدت الحركة المسرحية العديد من التجارب الغنية حيث لاقت استحساناً من الجمهور والنقد معاً فقدموا نصوصاً مسرحية الهدف منها تشجيع الكتابة وعودة المهرجانات.
نافذة خروج
من جهتها الفنانة رنا جمول رأت بأنَّ أهمّ ما يقدِّم الفنان المحافظة على موقعه وعقله ومجال روحه وحبِّه للحياة. وفنانين ومسرحيبن مكنهم من مقاومة الوجع والمأساة والاستمرار بالعمل و التفكير والبقاء متواجدين، مبينة أنَّها رسالة عامرة من فنانين وجمهور يتابع وحاجة لدى الشباب. ورأت بأنَّه نافذة للخروج من المأساة والواقع ذاكرة مسرحية «نبض» حيث شاركت فيها وتحكي عن حال الشهداء وأمهاتهم من فقدانهم وأنه لايمكن التماهي مع الفن كما يكون مع المسرح واعتبرته ملاذاً وخلاصاً وعلاجاً من حرب كبيرة وقعت وبعدها مسرحية «هدنة» مع المخرج مأمون الخطيب والثالثة «زيتون» تحكي عن الهجرة خارج الوطن عُرضت لجمهور متعطش للمتابعة ولابدَّ من مسرح كوميدي لنسيان الهم يقدم عروضاً بشكل راقٍ وإنساني بعيداً عن المكان والزمان.
بدورها الفنانة أمانة والي قالت: إنَّها دخلت المعهد حباً بالسينما لكن بعد انتهاء دراستها التصقت به لأنه أعطاها طاقة ويضج بأحاسيس تظهر على الخشبة واعتبرت العمل به واجباً عليها تجاه جمهور أحبَّها إذ عاصرت كثيراً من المخرجين كفواز الساجر وجواد الأسدي مانويل جيجي وأسعد فضة، وأردفت بأن السنوات العشر الأخيرة كانت مريرة ولايمكن أداء العمل إلا ضمن أماكن محددة من دمشق، وكان المسرح متنفساً ثقافياً وليس إنسانياً فحسب بل لقول ما نريد، منوِّهةً بأن الفنانين أيمن زيدان وهشام كفارنة وغيرهم قدَّموا نصوصاً مهمة.
