أ. د. جورج جبور :
أعجبتني ، كما لا بد أعجبت كثيرين، الكلمات التي وجهها الرئيس بشار الأسد إلى من استقبلهم من أعضاء المؤتمر القومي العربي.
أطلع الرئيس الأسد مستمعيه على ما يشغل وجدانه من علاقة بين الفكر القومي وبين تطبيقه على أرض الواقع.
وهو إذ يتكلم في هذا الموضوع الدقيق فإنما يفعل ذلك من موقعيه: نشأته الفكرية البعثية المستمرة معه المستقرة فيه ، وممارسته كرجل دولة مسؤول له وضعه العربي والدولي.
لم يرد في الخلاصة التي قرأتها، الصادرة عن رئاسة الجمهورية، تعبير من كلمتين: ” اللغة العربية “. لكن اللغة العربية كامنة في كل حديث عن القومية العربية ، بل هي عنوان كل حديث عنها.
ومن الجميل أنني تلقيت من صديق كان في عداد أعضاء المؤتمر خلاصة موجزة ذكر بها أن اللقاء تضمن الإشارة إلى “اللغة العربية”.
اكتب في 3 آب 2023 وبيننا وبين 15 آب فسحة وقت كافية لكي نذهب من التوجيه الفكري العميق إلى قطف ثمرة ناضجة ، تضاعف نضجها حتى كادت
تصرخ “اقطفوني”.
هذه الثمرة الناضجة هي تعديل موعد اليوم العالمي للغة العربية من موعده الحالي المتواضع الدلالة إلى موعد يتناسب مع عراقة اللغة العربية ودورها القومي وبعدها العالمي الحقيقي إذ هي لغة التعبد لربع سكان الأرض.
هذا الموعد هو 15 آب ، أي ذكرى بدء التنزيل الشريف على الرسول الكريم محمد بن عبد الله في غار حراء.
هو يوم “اقرأ”. أما لماذا تكاد الثمرة الناضجة تصرخ: “اقطفوني”؟ لأن الأسابيع الأخيرة شهدت ممارسات مرضية قام بها الغرب تمثلت في محاولة الاعتداء على كتاب المسلمين. ولأننا لم نشهد علاجا – ولو جزئيا – لتلك الممارسات المرضية.
حين يتوافق القادة العرب على أسبقية موعد 15 آب على الموعد الراهن، ويبلغون اليونسكو بقرارهم، فستستجيب فورا.
وهكذا يغدو من المتوقع لدى كل دولة في العالم تحتفي – كما مفترض – بمواعيد الأيام العالمية للغات الرسمية ، أن تتحدث رسمياً عن أهمية “اقرأ” وقداسة القرآن الكريم لدى ربع سكان الأرض.
اكتب في 3 آب 2023. هل تأخذ سورية المبادرة ؟ لو أستشار أقول: تتعاون سورية مع رئاسة القمة العربية أي مع السعودية.
لا أرى مسوغاً لكي لا يتم التعاون. من سورية أطلقت الفكرة عام 2006، وفيها كان أحداث أول مجمع للغة العربية. وفي السعودية كانت القمة الأخيرة ومن السعودية كان تمويل فعاليات تزايد استعمال العربية في مختلف منظمات الأمم المتحدة. فإذا لم يتم الأمر، إذ ذاك سيكون لي رأي متمم .
فلنبدأ العمل اليوم ولدينا ما يكفي من الأيام لكي نسجل في 15 آب 2023 حصيلة تكامل بين الفكر والممارسة على النحو الذي أشار إليه التوجيه الرئاسي العميق للمؤتمر القومي العربي
* الساعة 2 و 54 بعد ظهر الخميس 3 آب 2023.