الثورة – مها دياب:
يعتبر ارتفاع ضغط الدم الشرياني من الأمراض الشائعة عند البالغين، ولكن يعتبر بالغ الخطورة في حال الإهمال وعدم العلاج أو التوقف عن الأدوية.. وتكمن خطورته أيضاً بأن الكثير من المرضى لا يعلمون إصابتهم به لأن أعراضه متشابهة مع أعراض أخرى يشعر بها المرء يومياً مع التعب والضغوط الحياتية.
*تساؤلات:
ماذا يعني ارتفاع ضغط الدم الشرياني؟ وما هي أسباب الاصابة به؟ وما هي أعراضه؟ وطرق الوقاية منه؟
أجابنا على هذه التساؤلات الدكتور محمد ابراهيم الصمادي اختصاصي الأمراض القلبية حيث بدأ حديثه بتعريف (ارتفاع ضغط الدم) بأنه قوة دفع الدم من خلال الأوعية الدموية حيث يعمل القلب بجهد أكبر والأوعية الدموية بضغط أكبر، ويتحدد مقدار الضغط بكمية الدم التي يضخها القلب وحجم مقاومة الشرايين لقوة تدفق وجريان الدم.
وحول القياس شرح الدكتور محمد طريقة القياس بأنها تأخذ بواسطة جهاز خاص هو مقياس ضغط الدم ويقدر بوحدة تسمى ( الميليمتر الزئبقي)، حيث يقاس ضغط الدم برقمين :
يمثل الرقم الأول (الانقباضي): وهو قيمة ضغط الدم الأعظمي في حالة انقباض العضلة القلبية.
ويمثل الرقم الثاني (الانبساطي): وهو قيمة ضغط الدم عند استرخاء العضلة القلبية.
يتراوح ضغط الدم الطبيعي عند الإنسان البالغ من( ٩٠ – ١٤٠ ) ملم زئبقي للضغط الانقباضي
و من (٦٠ – ٩٠ ) ملم زئبقي للضغط الانبساطي.
ويعتبر ضغط الدم الشرياني مرتفعاً عندما يتجاوز القيمة ١٤٠ ملم للضغط الانقباضي و٩٠ ملم للضغط الانبساطي.
*أسباب ارتفاعه:
ذكر الدكتور محمد الصمادي أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض منها: أمراض الكلية “القصور الكلوي المزمن، تضيق الشريان الكلوي ثنائي الجانب”
ثانياً أورام الغدة الكظرية، ثالثاً أمراض الغدة الدرقية، رابعاً أمراض القلب الخلقية، بعض الأدوية والعقاقير الممنوعة مثل المخدرات، انقطاع النفس أثناء النوم.. القلق والتوتر والإجهاد الدائم.
*صدفة:
وفيما يخص أعراضه بين الدكتور الصمادي أن كثير من المرضى لا يشكون من أي أعراض وكثيراً ما يتم اكتشاف ضغط الدم صدفة أثناء مراجعة طبيب أو مركز طبي لذلك سمي (بالقاتل الصامت).
وقد يعاني بعض المرضى من هذه الأعراض:
مثل صداع يكون قفوي غالباً في الناحية الخلفية للرأس وبشكل شد ويسوء مساءَ”.. دوخة وغثيان، ضيق نفس خاصة أثناء المجهود، خفقان وإحساس بتسرع القلب، رعاف (نزف من الأنف) ، طنين قوي في الأذن.
*متى نقول إن المريض مصاب بارتفاع الضغط؟:
يقول الدكتور إنه يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم الشرياني، بعد قياسات متكررة لأرقام الضغط بحيث تكون أعلى من ١٤٠ /٩٠ ملم و بفواصل زمنية بين القياسات وعلى عدة أيام فإذا استمر ارتفاع قيم الضغط أكثر من القيم الطبيعية خلال القياسات المتكررة عندها يتم وضع التشخيص أن المريض مصاب بارتفاع ضغط الدم.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم:
يوضح الدكتور محمد أن ارتفاع الضغط المفرط يمكن أن يلحق أضراراً خطيرة بالقلب، من تصلّب الشرايين، والنوبة القلبية التي تحدث عندما يتوقف إمداد القلب بالدم وتموت خلايا عضلة القلب بسبب نقص الأكسجين، وقصور القلب، الذي يحدث عندما يكون القلب غير قادر على ضخ ما يكفي من الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم الحيوية الأخرى، وعدم انتظام دقات القلب، الذي يمكن أن يؤدي إلى الموت المفاجئ، ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضاً إلى انفجار أو انسداد الشرايين التي تمدّ الدماغ بالدم والأكسجين، ما يسبب سكتة دماغية. وبالإضافة إلى ذلك، تلف الكلى، ما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
المعالجة:
يشير الدكتور أن أول وأهم خطوة في العلاج غير الدوائي هي تغير نمط الحياة اليومية من خلال:
• الحمية قليلة الملح والبهارات والمنبهات، إيقاف التدخين، ممارسة الرياضة من نصف ساعة إلى ساعة مشي يومياَ، الإقلاع عن الكحول، تخفيف التوتر والقلق، النوم لساعات كافية ٧- ٨ ساعات.
تخفيف الوزن والحمية الغذائية من خلال تقليل الدسم والسكريات وزيادة الألياف.
والخطوة الثانية هي العلاج الدوائي وقبل وصف الأدوية يجب إجراء فحص طبي شامل للمريض، وإجراء تخطيط قلب كهربائي وايكو دوبلر قلبي، ومن ثم يتم وصف الأدوية للمريض لكل حالة حسب الفحص الطبي والاستقصاءات.
الوقاية:
وختم الدكتور الصمادي حديثه بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك على المريض اتباع نظام غذائي مليء بالخضار والفاكهة والأهم التقليل من المأكولات المشبعة بالدهون وتقليل كمية الملح في الطعام وعليه أن يمارس هوايات رياضية خلال الأسبوع والحد من الإجهاد المفرط، مع ضرورة متابعة فحص ضغط الدم بانتظام، الأمر الذي يخفض مخاطره.