فردوس دياب
النبوغ والذكاء وسرعة البديهة كانت خصاله منذ نعومة أظفاره، فما إن بلغ الرابعة من عمره، حتى برع في جميع العمليات الحسابية وبشكل سريع جداً ومبهر باستخدام العقل المفكر، ثم تعلم فيما بعد معظم مهارات الكمبيوتر وبرامجه في عمر الخامسة، ما أثار دهشة والديه وأقاربه وجيرانه.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذه الحدود، بل تجاوز ذلك بكثير، حيث بدأ الطفل العبقري الحبيب إياد عرسان بالانتقال إلى مرحلة جديدة من النبوغ والإبداع، وهي مرحلة الاختراعات التي أدهشت ونالت إعجاب الخبراء والمختصين وبمجالات عديدة ومختلفة بعدما حصل على العديد من شهادات التكريم والتقدير من معظم وزارات الدولة.
الحساب العقلي
الكثير من الأسئلة اعترتنا فور لقاء هذا الطفل الصغير سناً، كيف اكتشفت موهبته ونبوغه وعبقريته؟، وما تفاصيل هذه الرحلة التي ما تزال في بدايتها؟، وما كواليس حياته اليومية؟.
شغف «الثورة» الصحفي دفعنا للقاء الطفل النابغة ووالده السيد إياد عرسان للإجابة عن تلك الأسئلة، حيث حدثنا بداية، كيف اكتشف عبقرية الحبيب وذكائه؟، إذ بين أن قدرات الحبيب وذكاءه ظهرت منذ أن كان عمره 4 سنوات، عندما كان يصطحبه إلى السوق لشراء الحاجيات، حيث كان يقوم بحساب ثمنها بسرعة كبيرة جداً وبشكل فوري، وهو الأمر الذي كان يثير إعجاب الباعة والناس، ويضيف عرسان أن للحبيب دقة ملاحظة عالية، حيث كان بإمكانه رؤية وحساب الأشياء الدقيقة جداً، حيث لا يمكن لأحد ملاحظتها وحسابها، مثل بعض الرسومات الصغيرة التي تكون على الألبسة فهو يستطيع ليس مشاهدتها فقط، بل معرفة عددها أيضاً.
ساعتان فقط
وعند دخول الحبيب الصف الأول، يقول والده إنه أنهى المنهاج كاملاً خلال ساعتين بجلسة واحدة، وأنه حفظ جدول الضرب قبل دخوله المدرسة، وعند نهاية الصف الأول ونتيجة لتميزه العقلي والدراسي الكبير عن أقرانه، قامت وزارة التربية ممثلة بمعاون وزير التربية باختباره عبر سؤاله عدة أسئلة كان بعضها من كتب جامعية، ثم تم تحويله إلى لجنة التميز والإبداع التي أجرت له بدورها عدة اختبارات باللغة والعلوم والذكاء، فنجح فيها جميعاً، وكان الانطباع أنه طفل سابق لعمره، ومستواه الدراسي يجب أن يكون أكبر من المعتاد أي في الصف الخامس، ثم تم ترفيعه الى الصف الثالث وهو بعمر 7 سنين.
وتابع والد الطفل كلامه بالقول: في عمر السبع سنوات، حصل الحبيب على شهادة قيادة الحاسب الألي ICDL التي مدتها شهر ونصف، لكنه أنهاها خلال شهر واحد، حيث اعتبر أصغر طفل في سورية وبالوطن العربي يحصل عليها بهذا العمر، وقد نال ثناء وتقدير الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية على هذا الإنجاز الكبير.
قرأ 200 كتاب
هنا انتقلنا بالحديث إلى الطفل الحبيب عرسان، الذي أظهر حجم السعادة الغامرة التي تملأ قلبه وروحه لأنه استطاع إنجاز اختراعات وبرامج يحتاجها الوطن ويستفيد منها الناس.
وتابع كلامه بالقول: إنه شارك بتحدي القراءة العربي وقرأ 200 كتاب، وحفظ المعلقات العشر في الشعر الجاهلي، وخمسة أجزاء من القرآن الكريم، وعمل برنامجاً خاصاً لتحدي القراءة العربي، وعمل اختراعاً برمجياً للعيادات الطبية يتضمن بطاقة للمرضى تتضمن كافة المعلومات الأساسية للمريض وبطاقة للمعالجة والمراجعات وبطاقة لحفظ الصور والوصفة الدوائية وإمكانية نقل وإرسال الملف للمرضى، ويتصف هذا البرنامج بسعة تخزينية كبيرة مع إمكانية تشغيله على كافة الأجهزة بأي مواصفات كانت، وقد قامت نقابة الأطباء باعتماد هذا البرنامج ووزعته على كافة فروع النقابة، كما حصل هذا البرنامج على وثيقة إبداع وحماية الملكية الفكرية من وزارة الثقافة التي كرمت الطفل الحبيب.
تكريم من عدة وزارات
وعن أبرز اختراعاته وإنجازاته العلمية، أوضح الحبيب أنه أنجز برمجيات كثيرة على الحاسوب، وعمل برنامجاً لأتمتة المدارس، وبرنامجاً لأتمتة البلديات، وقدم فكرة توليد الكهرباء بالكهرباء أي بقوة التنافر المغناطيسي التي نالت إعجاب وزارة الكهرباء التي أيدته وكرمته على هذه الفكرة العبقرية القابلة للتنفيذ لكنها تحتاج إلى إمكانات كبيرة لتطبيقها على أرض الواقع.
ويضيف الحبيب أنه قدم أيضاً برامج أتمته (أرشفة البحوث) وبرنامج عمل (النافذة الواحدة) للمركز الوطني، ثم قدم برنامجاً لاتحاد الكتاب العرب ولنقابة الفنانين تتضمن منظومة خاصة للأتمتة وحصل على تكريم من نقابة الفنانين واتحاد الكتاب، كما قدم العديد من الأعمال الإبداعية في مجال الحاسوب والبرمجيات لمديرية حماية الملكية التجارية والصناعية في وزارة التجارة الداخلية التي كرمته على هذا الإبداع.
رائد فضاء
وعن إبداعاته وإنجازاته الأخيرة، قال الحبيب إن أنجز مؤخراً برنامجاً لوزارة التنمية الإدارية يسهل عمل الوزارة ويربطها مع مؤسسات الدولة.
وعن أمنياته وطموحاته المستقبلية،ذكر الحبيب أنه يتمنى أن يكمل مسيرة اختراعاته وطموحاته حتى يسهم في تقديم الفائدة للجميع، أن يصل إلى حلمه وطموحه الكبير بأن يصبح رائد فضاء.
تحتاج الرعاية
نختم بالقول: إن هذه العبقرية التي يمتلكها الطفل الحبيب تحتاج إلى عناية ورعاية من قبل الدولة، ويجب أن ترعى من قبل أيد أمينة لتغرس وترعى بذورها جيداً، حتى نقطف في المستقبل ثمارها التي تعود بالفائدة والخير العميم على وطننا الحبيب الذي قدم أبناؤه الكثير من التضحيات ليبقى صامداً وعزيزاً وشامخاً كالنجوم في السماء.