الثورة- غصون سليمان:
رغم الظروف الصعبة التي ترخي ثقلها على واقع المجتمع الحياتي والمعيشي نجد العديد من المبادرات والأعمال والمشاريع والأنشطة المختلفة التي تقوم بها النساء أوهيئات ومؤسسات اجتماعية عامة وخاصة بهدف تضييق أعباء الفجوة التي أخذت تتزايد يوماً بعد يوم.
وفي هذا السياق تشير السيدة هيا خير بك، مشرفة مشاريع اقتصاد مركزي في الأمانة السورية للتنمية في ندوة تمكين المرأة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتي أقامتها سفارة جنوب أفريقيا في دمشق مؤخراً، أنه خلال العقد الماضي ظهرت فجوة متزايدة بين مستويات الدخل وتكلفة المعيشة ما أدى إلى انخفاض القوة الشرائية إلى أدنى مستوياتها، ومع الآثار المستمرة للأزمة ومستويات التضخم غير المتوقعة تكافح بعض الأسر السورية من أجل تحقيق احتياجاتها الأساسية وخاصة ممن ليس لديهم دخل ثابت، ولا أنظمة دعم مالية أو غير ذلك.
وقد أدى عدم الاستقرار الاقتصادي الذي تتنوع أسبابه إلى زيادة مستويات الفقر نتيجة العقوبات المفروضة على العديد من السلع الإستراتيجية والشركات، إلى التضخم الذي شهدته اقتصادات العالم بعد جائحة كوفيد، وانقطاع سلاسل التوزيع في جميع أنحاء العالم.
وبينت خير بك أن المرأة كانت أكثر تضرراً من هذه الحالة الاقتصادية نظراً لتراجع فرص العمل المناسبة وعدم القدرة على توليد دخل ثابت ولو كانت منخفضة إلى حد ما، إضافة إلى ذلك لا تملك النساء الأميات أو اللواتي لديهم مستويات متواضعة من ناحية الإلمام بالقراءة والكتابة القدرة على المنافسة في مثل هذا السوق.
التركيز على التنمية
ونوهت أنه مع كل العوامل المذكورة أعلاه كان قرار التركيز على التنمية الاقتصادية والتخفيف من حدة الفقر مع تموضع المرأة في جوهر هذا التركيز.
لذلك فإن توفير مصدر دخل للمرأة يكون بمثابة الأساس لسوق متناهي من الأعمال التي تقودها النساء، ما يؤدي بدوره إلى الهام النساء المهمشات في جميع أنحاء سورية ومساعدتهن على تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وتحقيق وصولهن إلى التدريب على المهارات والتوظيف في بعض المجتمعات، حيث كانت شريحة المستفيدات من الأمانة السورية للتنمية هنّ أول النساء في أسرهن ممن يقمن بالانضمام إلى سوق العمل، أو تمارس أي عمل خارج المنزل على الإطلاق، ويخلق ذلك بالتأكيد قاعدة من نماذج يحتذى بها للفتيات الصغيرات وكذلك النساء الأخريات في المجتمع المحلي، وبالتالي زرع بذرة لأصحاب المشاريع والشركات في المستقبل .
تدريب ٦٥٠ امرأة
وذكرت مشرفة المشاريع الاقتصادية أنه في العام الماضي وحده قدمت الأمانة السورية للتنمية تدريباً مهنيا لأكثرمن ٦٥٠ امرأة وقدمت لـ٢٤ من الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي منحاً للأعمال الصغيرة بعد حصولهن على التدريب المناسب، وساعدت أكثر من مئة امرأة على محاربة الأمية وبدء رحلتهن في التعليم، هذه الجهود لن تتباطأ، على العكس من ذلك نحن مصممون على تعزيز مساهمتها في تحسين واقع المرأة السورية من جميع النواحي، وبالتالي اتساع رقعة الأثر التنموي في المجتمع السوري، حيث إن تمكين المرأة هو جوهر أي تغيير وتأثير إيجابي.