رغم كلّ الإعاقات من حولنا، كان يصر على أن يفعل شيئاً، يساعد الجميع من دون تردد، لا يتصنع الطيبة بل هي مجبولة من عمق روحه…
لا أصدق أنني سأقول زميلنا الراحل” الإعلامي هزاع عساف” أي رحيل مؤلم حدّ الفجيعة، يا القسوة اللحظة،
كنا نجلس في مكتبه يبدو منيراً، مريحاً تنطلق أفكارنا بعفوية ومرح، لأنه لم يتصرف يوماً كإداري تقليدي، كانت روح الزمالة تطغى، ورغم انتكاسات قلبه وارتفاع ضغط دمه المتكرر، كان يصرّعلى القيام من تلك الانتكاسات، والعودة إلى عمله بالروح ذاتها، إلى أن سمعنا مساء الأمس بخبر رحيله المفاجئ في مكتبه وهو على رأس عمله…
أتذكر أننا أمضينا معاً في قسم المجتمع أكثر من ثلاث سنوات، كان لا يترك حينها الزميل هزاع، فكرة إلا ويتناولها، ويدافع عن فكرته وقناعته، ثم انتقل للعمل في أقسام مختلفة إلى أن استقر في قسم المحليات كرئيس للقسم، واستلم مؤخراً أمانة تحرير الشؤون الاقتصادية والمحلية والثقافية، وفيها أصرّ على أن يعطي لكلّ ذي حق حقه..
أكتب هذه الكلمات وأنا عاجزة كلياً عن استيعاب اللحظة…أي عبث تتحفنا به الحياة ونحن نفارق أحبتنا، كيف سأتحاشى المرور قرب مكتبه، سيبدو لي الطابق السادس فارغاً، مظلماً، قاسياً…
الطابق السادس الذي كان يعج فيما مضى بالمحررين، من كلّ الاختصاصات، اليوم بالكاد يسكنه بضعة زملاء، سيكون صباحهم اليوم مؤلم جداً، وهم يمشون في الممر الضيق متجهين إلى مكاتبهم.
برحيلك أيها العزيز سنشعر أننا افتقدنا صديقاً لن نعوضه أبداً، كل من تعامل معك سيدرك ما أعنيه، ومن لم يعرفك ستبدو كلماتنا ومحبتنا كافية كي يدرك أي إعلامي كنت…
وداعاً زميلنا هزاع عساف، عسى أن يكون مكانك أكثر أماناً وراحة…!