الثورة- ناصر منذر:
يلقي التوتر المتصاعد بين بولندا وأوكرانيا بتبعاته على العلاقات بين البلدين، ولاسيما في ظل استمرار ارتفاع وتيرة الخسائر الجسيمة التي يتكبدها نظام كييف على خلفية فشل الهجوم المضاد، وحتى وإن كان سبب الخلافات بين البلدين هو فرض بولندا قيوداً على المنتجات الزراعية الأوكرانية، إلا أن السبب الحقيقي يعود إلى تململ حلفاء أوكرانيا من مواصلة تقديم الدعم العسكري لها، وهذا الأمر يؤكده تهديد وارسو لكييف بإيقاف هذا الدعم.
وعلى خلفية تفاقم الخلافات بين الجارين الحليفين، سارع الرئيس البولندي أندريه دودا، لإلغاء اجتماع مع نطيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، كان مزمعاً عقده في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، مشبهاً أوكرانيا بـ(الرجل الغارق) الذي يتشبث بكل شيء، و(القادر على جر المتشبث بهم إلى القاع معه).
وفي هذا السياق أيضاً، رد المتحدث باسم مجلس الوزراء البولندي على تصريحات زيلينسكي بشأن اتهامه لبعض الدول الأوروبية، بالقول: (آمل ألا تكون هذه الكلمات موجهة إلى بولندا، لم يتم ذكر اسم بلادنا هناك)، مشيراً إلى أن سلوك كييف في سياق الحبوب هو نتيجة (لوبي الحكومة البولندية).
ووصف ممثل مكتب الرئيس البولندي كلمات زيلينسكي بالمثيرة للذهول وغير العادلة في الوقت نفسه، مضيفاً أن لديه العديد من الكلمات الأقوى، ولكن من باب الدبلوماسية سيتوقف عند هاتين الكلمتين.
من جانبه أعلن وزير الشؤون الأوروبية البولندي، سيمون سينكوفسكي، بأن بولندا قد تتوقف عن دعم أوكرانيا إذا كان الرأي العام ضد هذه المساعدات.
وقال سينكوفسكي، في مقابلة مع وكالة (آر أيه آر)، إن (تصرفات أوكرانيا لا تؤثر على انطباعاتنا، لكنها تترك انطباعاً معيناً لدى الرأي العام البولندي، ويمكن ملاحظة ذلك في استطلاعات الرأي، وفي مستوى الموافقة الشعبية على استمرار الدعم لأوكرانيا، وهذا يضر بأوكرانيا نفسها).
وأوضح أن عدم وجود دعم شعبي للمساعدات لأوكرانيا بنفس الحجم السابق يعني أنه سيتعين خفضها، وقال: (نود أن نستمر في دعم أوكرانيا، ولكن، ولكي يكون هذا ممكناً، يجب أن نحصل على دعم الشعب البولندي في هذه القضية، لذلك، وإذا لم يكن هناك دعم من الشعب البولندي، سيكون من الصعب علينا أن ندعم أوكرانيا).
ورد كييف على قيود بولندا على المنتجات الأوكرانية لم يتوقف فقط عند رفع دعاوى لدى منظمة التجارة العالمية، بل تخطاه لعتاب زيلينسكي لـ (بعض الأصدقاء في أوروبا) في خطاب الأمم المتحدة، حيث قال زيلينسكي: (من المثير للقلق أن نرى كيف يلعب بعض الأصدقاء في أوروبا دور التضامن على المسرح السياسي، لكنهم، في الوقت نفسه، يخلقون الرعب من الحبوب، قد يبدو أنهم يلعبون دورهم الخاص، إلا أنهم في الواقع يساعدون في تمهيد الطريق للاعبين في موسكو).