في قمة الصين .. أصحاب البصيرة يبنون و”عُمي القلوب” في الغرب يهدمون

لا تنبع أهمية زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين اليوم وعقده القمة مع الرئيس”شي جين بينغ”، فقط من باب تأكيد مواقف الصين الداعمة لسورية بمواجهة الحرب الإرهابية، ولا فقط من باب شكرها على استخدامها حق النقض “الفيتو” بمجلس الأمن غير مرة إنصافاً للحقوق والسيادة السورية، بل لأن وجهتي نظر البلدين حول ما يجري من تطورات في هذا العالم، واتجاهه إلى التعددية القطبية باتت متطابقة إلى حدود كبيرة، وبالتالي فإن البناء عليها سيكون مثمراً لمصلحة البلدين والمنطقة برمتها.
فدور الصين المتنامي على المسرح الدولي في مواجهة الهيمنة الأميركية بات الشغل الشاغل لمراكز البحوث والدراسات الغربية، ولاستخبارات الغرب ودبلوماسييه، التي تجزم بأنه دوره يؤسس لعالم ما بعد القطبية الأحادية الذي تزعمته واشنطن لعقود.
كما أن المبادرات التي أطلقتها الصين في تحقيق التنمية والسلم والحضارة العالمية، ولاسيما مبادرة “الحزام والطريق” كان لها الدور الأكبر في الحديث العالمي عن تصدرها لواجهة المسرح الدولي في مواجهة الهيمنة الأميركية، فضلاً عن توسع مجموعة “بريكس” بقيادتها والتي تمثل القسم الأكبر من العالم جغرافياً وديمغرافياً واقتصادياً.
فالخطة الصينية حول “الحزام”، بكل ما تحمله من أبعاد جيوسياسية، ستشكل بنتائجها عصب الاقتصاد العالمي الجديد، من خلال مشاركتها الاقتصادية والاستراتيجية والدبلوماسية مع دول المنطقة العربية وبلدان “الشرق الأوسط” المتممة لها شرقاً، بحيث ستقوم بكين بتشبيك معظم دول القارات على مستوى التوازنات الجيوسياسية، لتبني العالم الجديد الآمن والمستقر، والبعيد عن إثارة الحروب والأزمات وغزو الشعوب وتدميرها، أي عكس السياسات التي اتخذتها واشنطن وحلفاؤها وباتت سياسة الحروب رسمية لها، ورسختها أكثر منذ غزوها لأفغانستان والعراق، وركوبها موجة ما سمي “الربيع العربي”.
كما ستشكل زيارة الرئيس الأسد اليوم إلى الصين فرصة لدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد، وستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، كما أكدت الخارجية الصينية في بيان لها، وكذا تعميق العلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين الصديقين، وقد أعلنها الرئيسان الأسد وشي جين بينغ في قمة اليوم الجمعة بكل وضوح.
فهي علاقات تؤسس لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسراً إضافياً للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها الصين، كما قال الرئيس الأسد اليوم، مؤكداً الأمل بدور صيني بنّاء على الساحة الدولية، ورافضاً كل محاولات إضعاف هذا الدور عبر التدخل في شؤون الصين الداخلية أو محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا، ومختتماً بوضع نقاط مهمة جداً على حروف الزيارة، فهي مهمة بتوقيتها وظروفها، حيث يتشكل اليوم عالمٌ متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد.
وهو تماماً ما عبّر عنه الرئيس “شي جين بينغ”، فهي علاقات صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية منذ 67 عاماً، معلناً عن إقامة الشراكة الاستراتيجية السورية- الصينية معتبراً إياها حدثاً مفصلياً مهماً في تاريخ العلاقات الثنائية في وجه الأوضاع الدولية غير المستقرة، ومؤكداً حرص بلاده على بذل جهود مشتركة بشكل مستمر لتبادل الدعم الثابت بين البلدين وتعزيز التعاون فيما بينهما للدفاع عن العدالة والسلم الدوليين.
ولننظر إلى ما يجري في العالم من أزمات وحروب، لندرك أن واشنطن وأتباعها الغربيين هم من يؤججونها ويخترعونها ويصبون النار على لهيبها، من أوكرانيا إلى سورية وليبيا وبقية الدول المنكوبة بسياسات الغرب، في حين لم نر الصين وهي تنخرط في الحروب والأزمات، ولم تخلق مناطق نفوذ لها دون غيرها، بل تمسكت بروح الشراكة المتكافئة والودية، وضخت الطاقات الإيجابية في التنمية السلمية للعالم من خلال التعاون بين أطرافه، ولم تفرض قوانينها ورؤاها على العالم كما تفعل واشنطن عبر فرض قوانين “ليبراليتها” المتوحشة.
ولعل هذه المقارنة بين الصين والغرب تؤكد الحكمة الصينية التي تقول: “إن أصحاب البصيرة يسعون للبناء، بينما البسطاء في التفكير يختلقون الأزمات ويخربون العالم”، وهو ما نراه في قمة بكين اليوم، حيث أصحاب البصيرة يبنون و”عُمي القلوب” في الغرب، التي تقودهم سياسة واشنطن الهدامة، يهدمون كل إنساني في هذا العالم.

بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة