لا أحد أدرى بشعاب قيادة العالم نحو النجاح مثل أهل المواجهة، وسورية والصين من أهل المواجهة، مواجهة للغطرسة والتفرد بالقطبية التي تنادي بها واشنطن وأهلها، ومواجهة لمن يريدون تغيير العالم نحو الأسوأ، ومع كل تمدد تحاول الولايات المتحدة جعله أمراً واقعاً تقف عصا الصين ومعها روسيا في عجلات هذا التمدد لمنع تقدمه، وسورية تدعم بالطبع عصا الصين ومن يحذو حذوها لكبح الشرور وبلورة عالم متعدد الأقطاب لا ظالم فيه ولا مظلوم.
سورية والصين توضحان الفارق والفرق بين العلاقات الندية والطبيعة والإيجابية، وبين العلاقات الشاذة والانهدامية في طابعها المكاني والأيديولوجي، وتقصد سورية في تحركها دوماً الخير والسلام، والعقيدة الراسخة في نهجها صناعة النجاح مع الأصدقاء والجيران، والعمل على انحسار جغرافية الشر في سورية وجوارها، وفي كل بقعة من بقاع العالم.
سورية بقيادتها وشعبها تعلن في كل خطوة من خطواتها السعي إلى الحياة، ومواجهة أفكار القتل والتخريب وجماعات الموت والانفصال التي يزرعها الاحتلال في أماكن سرقته للحضارة والتاريخ والاقتصاد، وحتى الإنسانية تسرق كل يوم بالحديد والنار.
ثمة نقص حاد في القيم الحضارية والإنسانية في المشهد العالمي الذي تريده واشنطن وحليفها الغربي مهزوماً منزوع الروح من الجسد، عبر صور الحروب والفوضى والاحتلال، وسورية وأصدقاؤها المخلصون كالصين يحاولون إعادة التوازن لهذا العالم الغارق في بحار الفوضى الغربية.
واشنطن تنتقل من حرب إلى حرب، والإعلام الأمريكي كشاهد من أهله دوماً يفضح المكائد الأمريكية والأيديولوجيا المتعصبة التي حفّزت صعود الإرهاب الاقتصادي والعسكري في شرقنا حتى انتشر في كل حدب وصوب، وبات وحشاً ينهش بأظافره جلد الإنسانية دون توقف.
وسورية دوماً تواجه بوسائلها المشروعة حق الدفاع عن نفسها ووجودها، وتنتقل من سلام إلى سلام في الشرق وتخاطب الغرب بلغة السلام مهما اشتدت الظروف، وتجابه مع حلفائها صلف واشنطن التي ترى العالم مجرد خريطة تتكاثر فوقها الحروب وهدير الطائرات وقصف المدافع، كما يحصل اليوم في أوكرانيا.
منهل إبراهيم