سوق التأمين.. فشل مبدأ «الاختيار» في الإقناع يفرض «الإلزام».. من افتتاح السوق نتحدث عن الوعي والثقافة التأمينية والنتيجة دون الصفر

الثورة- مرشد ملوك:
بعد حادث انفجار أسطوانة غاز بمنطقة المزة بدمشق وأضرار بالغة لحقت بالممتلكات والسيارت، وأضرار متوسطة بالأرواح.. تنقل وزارة الداخلية خبر احتراق محل في منطقة الشيخ سعد بالمزة أيضاً.. لاشك يتبادر إلى الذهن أسباب هذه الحوادث وعوامل الأمان التي تحول دون وقوع هذه الحوادث المأساوية وذات الأضرار البالغة في هذا الظرف الصعب، وهنا نسجل التقدير لعناصر الدفاع المدني ورجال الإطفاء الجنود الحقيقيين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الحوادث.
لا حماية
لكن يغيب عن المشهد تماماً عامل الحماية المتبع والموجود في كل دول العالم .. المجسد بالتأمين .. لا حادث انفجار أسطوانة الغاز بالمزة .. ولا احتراق محل بيع الغذائيات بالشيخ سعد بالمزة مشمل تحت مظلة التأمين .. ولو كان الحادثان مؤمنين لكان المشهد مختلفاً تماماً … لن أبالغ بالقول إن خسارة الحادثين تصل إلى المليارات الأمر الذي ينوء بتحمله شخص يستثمر مطعماً أو كافيه، أو حتى محل الغذائيات في المزة، أضف إلى أن محددات التأمين بضبط وسائل الحماية التي تحمي الكثير من هذه الممتلكات.
لو توجهنا حالياً بالطرح إلى الأشخاص أصحاب الممتلكات الذين تضررت ممتلكاتهم جراء الحادثين، أليس من الأفضل لو كانت ممتلكاتكم وأعمالكم مؤمنة ؟ بالطبع سيكون الجواب نعم، لو قلنا لهم هل يمكن أن تؤمنوا ممتلكاتكم المتبقية أو حتى التي تضررت؟ أشك أن يكون الجواب بالإيجاب !!
ماسبق يطرح جدلية كبيرة في ثنائية «الاختيار والإلزام» في سوق التأمين وحتى في الكثير من القطاعات، لكن هذه الجدلية قائمة في التأمين من ثمانية عشر عاماً، منذ ولادة التأمين الخاص في سورية، ولم تنته فصولها وتداعياتها إلى اليوم وهناك الكثير من الأصوات وخاصة المسؤولين التنفيذيين أصحاب القرارات العالية والذين طال بهم الزمن في مواقعهم ودخلوا في دوامة الرخاء في الموقع من حشم وخدم وسيارات فارهة، حقيقة يقولون ليعمل صناع التأمين على الثقافة التأمينية والإقناع.. ولن نتخذ لهم قرارات الإلزام .. بذريعة «شو الناس ناقصها».
ثقافة التأمين
بدأت سوق التأمين الخاصة في سورية عملياً في العام 2005 ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم ونحن نتحدث عن ثقافة التأمين وضرورة أن تعمل الجهات كافة على نشر ودعم هذه الثقافة .. لكن المحصلة على الأرض صفر ودون الصفر والدليل كل مانسمع به ونراه من حوداث قاهرة ومدمرة غير مؤمنة، وإلى اليوم نحن ندور في نفس الحلقة المفرغة»وتيتي.. تيتي.. متل ما رحتي.. متل ما أجيتي» وبهذا يكون مبدأ الاختيار بفعل الإقناع قد فشل ولن يكتب له النجاح أبداً.
بالجهة المقابلة دخلت هذه السوق في قصة التأمين الإلزامي للسيارت وتصل اليوم تعويضات الأضرار الجسدية الناتجة عن حوادث السيارات المؤمنة تأميناً إلزامياً بنسبة 100 % وليصل تعويض الوفاة 10 ملايين ليرة لورثة المتوفي الشرعيين، وتعويض التكاليف الطبية 3 ملايين ليرة، فيما التعويض المادي للغير 3 ملايين ليرة.
وكذلك الأمر دخلت سوق التأمين بمشروع التأمين الصحي للعاملين بالدولة والذي وصل عدد المؤمنين فيه قرابة مليون مؤمن وهي أكبر محفظة تأمين صحي في سوق التأمين، وهذا يندرج في خانة التأمين الصحي الإلزامي للعاملين بالدولة بنسبة لاتتجاوز 3% من الراتب الشهري للموظف.
الإلزام طريق الاختيار
حقيقة أوردت الحالتين السابقتين بين الاختياري والإلزامي بالتأمين للدخول في فرضية مؤكدة على أن الإلزام يؤدي بالضرورة إلى الاختيار وصولاً إلى القناعة المبنية على ثقافة التأمين والعكس غير صحيح.
لذلك لن يكون هناك أي جدوى من فانتازيا الوعي التأميني والثقافة التأمينية إذا لم تقترن بالإلزام في الكثير من القطاعات الاقتصادية.. اليوم لو ألزمنا بدل تأمين – 25 – ألف ليرة أو 30 – ألف ليرة لكل منزل بتعويض مثلاً بسقف يصل 500 مليون ليرة للتعويض عن الكثير من الأضرار التي يتعرض لها أي منزل، وماذا يعني هذا الرقم الذي يساوي سعر علبة دخان يحرقها أي شخص باليوم.
حالة بشرية
بالنتيجة لن ينفع الندم لأي منا بعد فوات الأوان والتأمين هو حالة تكافل طورتها البشرية على مدى قرون وقصة الإلزام متبعة في كل الدنيا ونحن لم ولن نخترع الدولاب اليوم من جديد، لنقتنع أن مدخلات بداية العمل بسوق التأمين أثبتت فشلها واليوم نحتاج إلى مدخلات جديدة، أو ليقتنع أصحاب القرار…!!!

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة