الثورة – خاص
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن ملف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) يقترب من الحل من خلال مسار سياسي وأمني متكامل، مشيراً إلى أن جهود إعادة الإعمار في سوريا تتقدم بثبات بدعم رفع العقوبات الدولية وتعزيز التنسيق الإقليمي.
ووصف فيدان في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”، الوضع في سوريا بعد نظام الأسد بأنه “دمار كامل وانقطاع عن العالم”، لافتاً إلى أن إعادة التأهيل تتطلب جهداً منسّقاً ومتعدد الأطراف على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأشار إلى مشاركة تركيا في عدة اجتماعات ولقاءات إقليمية ودولية ذات صلة.
ولفت فيدان إلى الدورالمركزي للنشاط الدبلوماسي الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، مضيفاً أن رفع العقوبات بدأ يظهر آثاره في تحسن النظام المصرفي، وفتح فرص استثمارية جديدة، بالإضافة إلى مناقصة طاقة ضخمة شاركت فيها شركات من تركيا وسوريا وقطر والولايات المتحدة، ما يشكّل بداية لمرحلة اقتصادية جديدة.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستركز على إعادة الإعمار، وتنشيط البنية التحتية، وتأمين الخدمات الأساسية، معرباً عن أمله في أن تتيح هذه الخطوات عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكداً أن عودة المزيد من السوريين تعزز الانتعاش الاقتصادي وتدعم الاستقرار.
وعن ملف “قسد”، أكد فيدان أن التطورات جارية بشكّل مكثّف خلف الكواليس رغم قلة التحركات الظاهرة منذ الاتفاق الموقع في مارس بين “قسد” والحكومة السورية، موضحاً أن التنسيق بين الولايات المتحدة ودمشق وأنقرة أصبح أقوى، ما يفتح الباب أمام حلّ سلس بعيد عن الأزمات.
وفي سياق مكافحة تنظيم داعش، أعلن وزيرالخارجية التركي عن انطلاق آلية إقليمية تشمل تركيا والعراق وسوريا والأردن ولبنان، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، حيث تمّ الاتفاق على تفعيل خلايا استخباراتية وتشكيل فرق أمنية مشتركة.
كما تطرّق فيدان إلى وجود أكثر من 40 ألف شخص في مخيمات تحت سيطرة “قسد”، مشيراً إلى التنسيق مع دمشق وبغداد لإخلاء هذه المخيمات، مع مقترح أميركي بتولي الأمم المتحدة إدارتها مؤقتاً.
وفيما يخص الوجود العسكري الأميركي في سوريا، أكد فيدان أن القضية ليست في وجود القوات الأميركية، وإنما في دعمها لحزب العمال الكردستاني، مشدداً على أهمية وقف هذا الدعم لتأمين استقرار المنطقة.
وفي تطورات ميدانية، كان أعلن مسؤول أميركي عن سحب 500 جندي أميركي من سوريا وإغلاق قاعدتين على الأقل، وتسليم قاعدة ثالثة لـ”قسد”، فيما كشف السفير الأميركي في أنقرة عن خطط لتقليص قواعد الولايات المتحدة من ثماني إلى واحدة فقط في سوريا.