الثورة – لينا شلهوب:
ناقشت ورشة العمل التي أقامتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة اليوم ما تم إنجازه من قبل الشركاء المحليين في مجال البحث العلمي والبيانات والخرائط والمسوحات المتعلقة بالتغيرات المناخية والعواصف الغبارية والرملية وأثرها على الموارد الطبيعية والبشرية في سورية، إضافة للطروحات التي يمكن تشميلها ضمن ورقة العمل السورية التي ستقدم في مؤتمر المناخ COP 28 المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة مع نهاية العام الحالي، وأقيمت الورشة في جامعة دمشق قاعة رضا سعيد.
وأكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن الورشة كانت تشاركية بامتياز، وتكاملية بين مختلف الجهات و الفعاليات والوزارات، والهيئات البحثية والعلمية والأكاديمية، والمنظمات والشباب
والمجتمع الأهلي ومجموعة من البعثات الدبلوماسية العربية والصديقة، حيث تم عرض واقع أثر التغير المناخي في سورية بين الواقع والمأمول والطموح، وكانت الحوارات بنّاءة وشفافة، إذ تم إرسال تصور أولي عن رؤية سورية لمساهمة فعّالة في مؤتمر المناخ الذي سيقام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أنه الرؤية المقدمة يتم صقلها من خلال اللقاءات المتعاقبة، وورشات العمل، حيث نتطلع ونثق بنجاح دولة الإمارات العربية بقيادة الجهد العالمي في قمة المناخ، وتحقيق المقاربات التي من شأنها الانتقال من مرحلة التخطيط على المستوى العالمي إلى مرحلة التنفيذ، إذ جميعنا يعلم أن الدول المتقدمة المسبّبة للانبعاثات التي تؤثر على الاحتباس الحراري مطلوب منها أن تخفّض إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة، وأن تسهم في دعم ومساندة الدول النامية على التكيّف مع التغيرات المناخية وهذا برنامج مهم جداً.
وأضاف: نأمل أن تصل الأموال التي خُصصت من خلال الصندوق العالمي إلى مبتغاها في دعم الدول النامية على التأقلم، وهناك موضوع نقل التكنولوجيا إلى هذه الدول وهو جزء من المقررات والاتفاقات العالمية التي تمت في هذا المجال، كذلك تم مؤخراً إحداث صندوق التعويض عن الخسائر والأضرار وهو موجّه إلى دعم الدول التي تأثرت، لافتاً أننا نأمل نحن في سورية كجزء من الأسرة العالمية نتأثر بكل القضايا المشتركة، أن يكون لنا نصيب بالاستفادة من هذه الصناديق وخصوصاً أن ما يزيد على تأثرنا بالتغير المناخي الطبيعي أن هناك إجراءات قسرية متخذة بحق بلدنا تمنعنا من الاستفادة من صناديق الدعم، كصندوق التكيّف أو الصناديق الأخرى.
وما نأمله أن نكون دائماً صوت سورية بإلغاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب، وإلغاء الاحتلال الذي ينهب ثرواتنا ويؤثّر على بيئتنا، مشيراً إلى الانتهاكات بقطع المياه عن أهلنا في الحسكة، وعن تخفيض مياه الفرات من قبل الاحتلال التركي، وهناك عبث بثروتنا الزراعية بمنطقة سيطرة الاحتلال الاميركي، كما أنه يتم توزيع بذار فاسد على الفلاحين لزراعة الأراضي، ناهيك عن عمليات حرق حقول القمح والغابات، لذا نأمل أن تُزال كل هذه العوائق أمام بيئة سليمة لسورية وللعالم أجمع.
وتطرق الوزير إلى المنظمات الذين هم شركاء دائمون، وبالتعاون معهم تم إحداث مشاريع مشتركة لمواجهة آثار التغير المناخي، ومنها مشروع دعم قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة آثار التغير المناخي، ومشروع نموذجي في الغوطة الشرقية بمشاركة عدد من المنظمات، وبتمويل من صندوق التكيّف، منوهاً بأنه أول مشروع تستفيد منه سورية بعد غياب طويل، آملاً أن يكون فاتحة خير ويعمم على كل المحافظات السورية، خاصة أنه يسير وفق البرنامج المخطط له.
بدوره بيّن القائم بأعمال السفارة الإماراتية في سورية عبد الحكيم النعيمي أن التغير المناخي يعد تحدّ كبير على كوكبنا من ناحية تأثيره على التنوع البيولوجي والأمن الغذائي والمائي مع وجود عدد من التحديات الأخرى، منوهاً بأن دولة الإمارات خلال استضافتها لـمؤتمر COP 28 تؤكد على نهج دولة الإمارات بمكافحة ومتابعة هذا التغير المناخي، مع العمل على حشد الجهود الدولية من أجل ذلك، والعمل كفريق واحد في مواجهة التأثيرات السلبية الناتجة عن التغيير المناخي، وذلك من أجل خلق بيئة اقتصادية واجتماعية مستدامة.
وأشار إلى أن الدعوة التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى أخيه سيادة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، تؤكد تطلعات الدولة بضرورة أن تقدّم سورية مشاركة فعّالة ومميزة من خلال توحيد الجهود في مكافحة التغير المناخي،
خلال عرض الورقة السورية في هذا المؤتمر.
معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة معتز دوه جي أشار إلى أن ورشة التغيرات المناخية في سورية (واقع وآفاق..) تقيمها الوزارة بالتعاون مع الجهات الوطنية والدولية، بحضور بعض السفراء المعتمدين بدمشق، وتأتي في إطار الحوار الوطني حول التغيرات المناخية، وتحضير الورقة السورية التي ستعرض أمام مؤتمر المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الذي سيعقد مع نهاية العام الحالي، وتتضمن أوراق عمل مختلفة من: وزارة الإدارة المحلية والبيئة، الزراعة، والموارد المائية، وفيها جلسات حوارية حول المواضيع المتعلقة بالتغيرات المناخية وكيفية التصدي لها، خاصة ما شهدناه في السنوات الأخيرة من موجات الجفاف، التصحر، العواصف الرملية والغبارية والشدات المطرية المختلفة المتفاوتة وكثير من الظواهر المناخية، وهذا يدعو لتكاتف عمل وطني جماعي للنهوض بواقع البيئة في سورية.
دارين سليمان ممثلة الاتحاد العام الوطني لطلبة سورية أشارت إلى دور الشباب في قضايا المناخ، مضيفة أنه سيتم تقديم ورقة عمل متكاملة تعكس أهمية دور الشباب في مسألة هامة وحيوية على المستوى العالمي والمحلي والوطني، مسألة تغير المناخ في سورية، وتأثيره على مختلف المستويات، وأيضاً من خلال مشاركة سورية في مؤتمر المناخ
بدعوة كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، سيكون هناك دور للشباب كما هو في جميع المجالات، و هو دور هام وحيوي وفاعل، فعندما نقول أن الشباب هم قادة المستقبل فهم جزء لا يتجزأ من التخطيط والمشاركة، وأيضاً من التأثير والأثر، من هنا لابد من الاستثمار بالشباب من خلال الاستثمار بمشاريعهم، بأفكارهم، بمبادراتهم، بابتكاراتهم، وبكل ما يقدموه، مع العمل على توظيف هذه المشاركات في هذا العنوان وفي هذا المسار
و يزداد دورهم عبر زيادة الوعي لديهم لأنهم قادرين على التغيير في المجتمعات، وتكوين الوعي اللازم لضرورة المعرفة الحقيقية بمسألة البيئة والتغير المناخي في العالم، وهناك ورقة سيتم إرفاقها لتكون مقترحاً وجزءاً من الورقة الأساسية المقدمة بإسم الجمهورية العربية السورية، تعكس رؤى الشباب في عنوان التغير المناخي، وهي ليست ورقة إضافية، أو مستقلة، هي جزء من الورقة العامة لتضمين آراء الشباب.
وتضمنت الورشة مناقشة عدد من المحاور حول التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية والبيئية، و محور الزراعة (الأراضي، التنوع الحيوي، الموارد المائية)، و محور الكهرباء والطاقات المتجددة، والإقتصاد الأخضر، بالإضافة إلى دور الشباب في قضايا المناخ، على أن يتم لاحقاً الاعلان عن التوصيات والرؤى المتخذة في هذا المجال.